“تسريبة” المردة غير دقيقة… والقطري “ما شاف مين مات”؟

رواند بو ضرغم

لا يخفي القطري استياءه من الأجواء السلبية التي أشاعتها مصادر رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وتصويبها على المبادرة القطرية قبل أن يلتقيه ويضعه في حصيلة جولته الأولى على الأطراف السياسية المؤثرة في الانتخابات الرئاسية الممثلة بالثنائي الشيعي والثنائي المسيحي (“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”). وتنفي مصادر ديبلوماسية لموقع “لبنان الكبير” دقة العرض الذي تحدثت عنه هذه المصادر، وتقول: إن قطر لم تدخل في بازار كهذا وخصوصاً أنها تعلم جيداً أن فرنجية لا تغريه الأموال أو المناصب، فإما يتراجع بقناعة منه عندما يرى في ذلك مصلحة وطنية، أو يستمر في ترشيحه طالما لنجاحه حظوظ. لذلك يتعامل الموفد القطري مع فرنجية من منطلق رجل دولة، يفاوضه على أساس المصلحة العامة لا المصالح الضيقة والمكاسب الخاصة.

لم تهدف المبادرة القطرية الى كسر سليمان فرنجية ولا تخطي ترشيحه أو إغرائه، بل على الرغم من حجم كتلته النيابية، أصر أبو فهد على لقائه، والوقوف على خاطره بإعطائه حق الفيتو على إسم المرشح الثالث، وخصوصاً أنه لمس بلوكاً مسيحيا في وجهه، ورأى أن لا توافق بين “التيار” و”القوات” على شيئ الا على رفض فرنجية واعتراض طريقه نحو قصر بعبدا. وعليه، لن يطلب القطري من فرنجية الانسحاب ولا التراجع، وخصوصاً أن أبو فهد سمع من الثنائي الشيعي إستمراره في دعمه، ولكنه يعلم جيداً أن الوقائع الرئاسية، وتحديداً المسيحية، لا يمكن تخطيها أو خرقها بدعم “التيار” أو “القوات” له.

لن تكون مهمة الموفد القطري سهلة، حتى لو أخذ دفعاً من الخماسية الدولية. فالداخل اللبناني لا يزال منقسماً من غير أكثريات، والأطراف السياسية الرافضة للحوار الداخلي تتهيّب من خطوة باتجاه “دوحة ٢”، على الرغم من أن القطري لم يقترح أمام من التقاهم أي فكرة تتعلق بالذهاب الى الدوحة والحوار برعاية قطرية وتحت مظلة خماسية، وخصوصاً أن الدول الاقليمية التي ترفض الحوار الداخلي بذريعة أنها من صلاحيات الرئيس المنتخب الماروني، لا يمكنها أن تبارك حواراً خارجياً قبل الانتخاب، والا تكون قد وقعت في محظور التناقض.

أما في تسويق القطري لإسم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، فتقول مصادر قيادية في “القوات” لموقع “لبنان الكبير”: إنها رئاسة الجمهورية، وهو الموقع الدستوري الماروني الأول في الدولة اللبنانية، فلا يمكن أن يترقى أي مدير في الدولة الى منصب رئاسي والا نكون نستهين بالموقع المسيحي الأول، فإذا كانت قطر تريد ترقيته فلتعده بمنصب وزاري ولتترك الخيار الرئاسي للبنانيين، فهذا الاستحقاق سيادي داخلي.

رفض “القوات” للبيسري، يستثمره رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ويستفيد من المماطلة وتقطيع الوقت ليصل الى يومه الكانوني الكبير، يوم تنتهي ولاية قائد الجيش جوزيف عون وتنتهي معه حظوظه الرئاسية.

وإذا كان القطري يراهن على باسيل لتمرير البيسري، وإن رفضت “القوات”، فسيلقى مصير “حزب الله” الذي جرّبه باللامركزية وأهدر له وقته باللجان، ولم يصل الى موافقته على فرنجية رئيساً. وبناءً على تجربة “حزب الله” مع باسيل، يكون المثل الشعبي اللبناني بمثابة نصيحة للموفد القطري: “ما متت، ما شفت مين مات؟”.

شارك المقال