طريق القدس… تمر باللاجئين السوريين

لبنان الكبير

بعدما كان طريق القدس يمر بالقصير، ما أدى إلى شن “حزب الله” حرباً ضارية على البلدة، وتهجير أهاليها، أصبح طريق القدس يمر عبر اللاجئين السوريين، الذين لحق بهم الحزب من سوريا إلى لبنان، وقد خرج أمينه العام السيد حسن نصر الله أول من أمس ليحاضر في خطابه عن خطر النزوح، وطرق معالجته، إما عبر تشريع الهجرة غير الشرعية، أو عبر مطالبة الحكومة بالتنسيق مع النظام السوري، وكأن الحزب بريء من التسبب بأزمة النزوح.

بعيداً من أن اللاجئين هربوا من بطش الحزب وحليفه الجزار، لا بد من تذكير نصر الله بأنه وحليفه البرتقالي حكما البلد لمدة 6 سنوات، وكانا يمتلكان مراكز القرار في السلطة وغالبية الحكومة، ولم يقدما على أي جهد حقيقي لاعادة اللاجئين، بل ان الوفود من فريقهما زارت سوريا والتقت بشار الأسد من أجل حل ملف النزوح وعادت خالية الوفاض.

ثم ماذا جرى في الخطة التي وضعها “حزب الله” لاعادة اللاجئين، والتي تحدث عنها نصر الله في العام 2018؟ فقد أعلن في 29/6 من تلك السنة أن “الحزب سينسق مع النظام السوري والأمن العام اللبناني للمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين الذين يريدون العودة إلى بلادهم، وأنه سيشكل لجاناً شعبية في مختلف المناطق للتواصل مع النازحين لمن يرغب، نحن لا نريد أن نلزم أحداً، نحن نريد أن نقدم هذه المساعدة الانسانية الوطنية التي تخدم الشعبين اللبناني والسوري”.

وقال: “نحن في حزب الله وأمام مجموعة تعقيدات في معالجة هذا الملف وانطلاقاً من طبيعة علاقتنا الجيدة والمتينة والقوية بطبيعة الحال مع الدولة السورية وكوننا أيضاً جزءاً من الوضع الموجود في لبنان نحن نريد أن نستفيد من هذه الحيثية لمد يد المساعدة”، مضيفاً: “سنشكل لوائح ونعرضها على الجهات المعنية في سوريا وبالتعاون مع الأمن العام اللبناني الذي هو الجهة المعنية، نتعاون معاً لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين الذين يرغبون في العودة الآمنة الطوعية”. وأكد استمرار “هذه المساعدة إلى أن يحسم هذا الأمر سياسياً ورسمياً بين الحكومتين اللبنانية والسورية”.

أين أصبحت هذه الخطة؟ أين اللجان واللوائح؟ أم هل كان الأمر مقتصراً على عمل المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم، الذي زار سوريا أيضاً، والتقى الأسد، ولم يتمكن من الخروج بنتيجة ناجعة، إلا عبر بضع مئات من اللاجئين، الذين ما لبثت أن عادت غالبيتهم إلى لبنان بسبب الوضع في سوريا، إن كان لجهة الأزمة أو بسبب استمرار النظام في بطشه وحكمه الديكتاتوري.

يحلو لـ “حزب الله” أن يتمسكن عندما لا يريد، وفجأة يتحول من دويلة مسيطرة على الدولة، إلى منضوٍ خلف قرار الدولة! هذا الحزب نفسه أخذ قرار حرب تموز، وقرار الدخول إلى سوريا، من دون أن يسأل الدولة، واجتاح بيروت في ٧ أيار بسبب خلاف مع الدولة.

وربما أن بيئة الحزب اليوم إما دماغها مغسول كلياً بشعارات القدس والأقصى، أو أنها تعرف تناقضات هذا الحزب لكن لا ترى خيارات غيره أمامها، فـ “تطنش” وتبقى صامتة، إلى أن يأتي الفرج.

شارك المقال