“المؤشرات الايجابية” في البلوك 9 تُبنى على نتائج الحفر… والخطر بتكبير الحجر

عبدالرحمن قنديل

أطلق الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمته مساء أول من أمس مواقف عدّة تتعلّق بالداخل اللبناني، نافياً كل ما يُشاع عن الترابط بين ملفي الحدود البرية والرئاسة أو بين الملف الأول والمفاوضات الايرانية – الأميركية، قائلاً: “حاجي سخافات، فإننا لا نساوم على حقنا في الأرض مقابل ملفات أخرى”. وتحدّث عن “مؤشرات إيجابية” بما خصّ التنقيب عن النفط في البحر، معرباً عن أسفه لأن “هناك أناساً أعداء لشعبهم ويتحدّثون عن عدم وجود نفط في البلوك 9، ومعلوماتنا تفيد بأن كل المؤشرات في البلوك 9 إيجابية. ومن الشواهد كذلك أن الشركات نفسها التي تعمل في البلوك 9 قدمت للعمل في البلوك 8 والبلوك 10”.

وكشف نصر الله عن وساطة مرتقبة في ما خصّ الحدود البرية، معتبراً أن “استخدام مصطلح ترسيم حدود لبنان البرية مع فلسطين المحتلة خاطئ لأن الحدود مرسّمة، ولا يصح الربط بين الملف الرئاسي والحدود البرية”. وأوضح أن “الوساطة ستركّز على منطقة شمال الغجر لأنهم يريدون حل مسألة الخيمتين وبكل الأحوال هذه مسؤولية الدولة اللبنانية”، لافتاً إلى أن “البحث يتمحور حول النقاط الـ 13 التي يحتلها العدو، وأهمّها نقطة الـB1 في الناقورة، وأيضاً شمال بلدة الغجر ربطاً بملف خيمتَي المقاومة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”. وأعرب عن جهوزية المقاومة للمساعدة في أيّ خطوة تسعى إلى تحرير الأرض.

كلام نصر الله جاء بالتزامن مع ما يحكى عن زيارة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان والمنطقة نهاية الشهر الجاري، ومع إقتراب الاعلان عن تائج عمليات الحفر في البلوك رقم 9، في ضوء اعلان وزارة الطاقة والمياه – هيئة ادارة قطاع البترول أمس عن نتائج تقديم الطلبات في دورة الترخيص الثانية للتنقيب عن الغاز والنفط. وأوضحت أنه قبل ساعة واحدة من انتهاء موعد تقديم الطلبات للاشتراك في دورة التراخيص الثانية، تقدم الائتلاف المكون من “توتال إنيرجيز” الفرنسية و”إيني” الايطالية و”قطر للطاقة” بطلبي إشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين 8 و10 في المياه البحرية اللبنانية، علماً أن الشركات التي يتكون منها الائتلاف مقدم الطلبين هي أصحاب حق بترولي في الرقعتين 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية.

فياض: التزام قوي من الشركاء الدوليين تجاه التنقيب

وأشار وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض في حديث لـ “لبنان الكبير” إلى أن “هذه العروض المقدمة من الشركات وفي مقدمها توتال هي العطاءات التي تلقيناها كجزء من جولات الترخيص الثانية، هذه أخبار إيجابية لأنها تزيد من عدد الكتل التي نشارك فيها، حتى قبل الحصول على نتائج البلوك 9”.

وقال: “الأهم من ذلك، أن هذا يشير إلى الالتزام القوي من جانب الشركاء الدوليين تجاه التنقيب والإنتاج البحري في لبنان، حيث يضاعفون جهود الاستكشاف والاستثمارات”. وأوضح أن “الخطوات التالية هي تقويم العطاءات الجديدة والتفاوض بشأنها في نهاية المطاف، في الأشهر القليلة المقبلة”.

وأكد فياض “أننا سنعرف في الثاني والعشرين من الشهر الحالي الموقف النهائي للكونسورتيوم بشأن حفر بئر ثان في البلوك 4″، متوقعاً “الحصول مع قرب نهاية شهر تشرين الأول أو خلال شهر تشرين الثاني، على النتائج الأولية من البئر المحفور في المنطقة رقم 9، في ما يتعلق بالجدوى التجارية لمنطقة قانا المحتملة بناءً على ذلك، وسنقوم بتقويم نطاق إطلاق جولة التراخيص الثالثة وتوقيتها، بعد أن نجحت الجولة الثانية وتم إغلاقها”.

هايتيان: توخي الحذر مهم جداً في هذه الظروف

أما الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط لوري هايتيان فأشارت في حديث لـ”لبنان الكبير” الى أن “هناك عملية حفر تستمر شهرين ومن بعدها هناك نتائج أولية تظهر من شركة توتال التي ستعلن ما توصلت إليه من نتائج وإن كان هناك من داعٍ للحفر الاضافي لتحليل النتائج أكثر، فإذا كانت هناك كميات قابلة للتطوير وبحجم كبير فقد يعلن بصورة مباشرة عن إمكان الاستخراج، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة أكثر”.

وأكدت أن “لا أحد باستطاعته حتى الآن أن يحكم على النتائج وذلك لأن لبنان لا يزال في أول شهر من الحفر، ومن المتوقع أن تظهر فرضيات ونظريات حول هذا الموضوع ولكن هذا لا يعني أنها واقعية لأنه يجب أن يصلوا إلى الهدف الأساس للحفر على المستويات العميقة في البحر ومن ثم يستطيعون الحكم بعد المعالجة على النتائج”.

وقالت هايتيان: “ما نشهده اليوم هو في إطار الكلام فقط، والخطورة من هذا الكلام هو أن نتيجته ما حدث في العام 2020 عندما كبرت السلطة السياسية الحجر على أساس أن هناك نفطاً في البلوك وانتهت بعدها بالتأويلات ورمي التهم في ما بينها حول من قال انه موجود قبل الآخر واللغط الذي حدث حول العثور على النفط والغاز وجدلية اقفال البئر وفتحه”.

وأعربت عن إعتقادها أن “الخطر هو في تكبير آمال المواطنين، وإذا كانت نتيجة البلوك أن ما تضمنه هو حجم صغير أو في حال لم يكن هناك أي شيئ داخله فسيؤدي باللبنانيين إلى متاهات أخرى حول ما يمكن أن تكون أسباب هذه النتيجة، لذلك توخي الحذر مهم جداً في هذه الظروف لإدارة توقعات المواطنين”، معتبرة أن “لا معنى للكلام عن أن هناك مؤشرات إيجابية في هذا الموضوع، لذلك لا بد من إنتظار نهاية الحفر، والوقت المتبقي من النهاية هو بحدود الشهر تقريباً ويبنى على نتائج الحفر مقتضاه”.

شارك المقال