“لغم التسليم” يُفجّر عين الحلوة؟

زاهر أبو حمدة

بعدما تسلمت القوة الأمنية المشتركة صورياً مجمع المدارس في حي الطوارئ، يتضح أن اللغم الأساس في استمرار الهدوء ربما ينفجر قريباً في مخيم عين الحلوة. هذا الانفجار يبدو حاصلاً لا محالة، باعتبار أن “الشباب المسلم” لن يسلم المطلوبين باغتيال قائد الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي ورفاقه.

ترتفع مؤشرات استئناف الاشتباكات، لأن الجهات الضامنة في عملية التفاوض للتسليم وفقاً لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لم تستطع اقناع “الشباب المسلم” بذلك. وهذا ما أشار إليه المسؤول في المجموعة المسلحة هيثم الشعبي، أنه “هو من يحاسب المشتبه فيهم”. بالتالي أصبح التسليم مستحيلاً، حسب ما قاله المتحدث باسم “عصبة الانصار” الشيخ أبو شريف عقل، في مقابلة صحافية. لذلك يتضح أن حركة “حماس” الضامنة أمام الجهات اللبنانية والفلسطينية لم تنجح في مهمتها لعدم “المونة” عليهم أو لأنها لا تمون عليهم أصلاً على الرغم من دعمها المستمر لهم وفقاً لأدلة دامغة عرضتها جهات أمنية لبنانية على الرئيس بري.

من هنا، سيكون المخيم أمام أيام توتر يتصاعد نحو تجدد المواجهة، ويخشى مسؤولون فلسطينيون من اغتيال مفاجئ أو هجوم مباغت من “الشباب المسلم” ضد مقرات الأمن الوطني أو القوة الأمنية المشتركة. لكن ماذا في الحلول؟ هناك خياران: الأول أن تبادر “القوة الأمنية المشتركة” المؤلفة من الفصائل الفلسطينية كافة إلى الاشتباك مع “الشباب المسلم” في منطقة التعمير واستثناء الأحياء الأخرى، لجلب المطلوبين. أما الثاني فهو أن تخوض “قوات الأمن الوطني” المعركة مجدداً وحدها.

يمكن اعتبار الجولة الثالثة الآتية مختلفة لأن قيادة حركة “فتح” لم تتخذ قراراً بالسيطرة، وهذا يظهر في طريقة إدارة الجولتين السابقتين. فما حصل هو تراشق بالنيران من دون تقدم ميداني وتمركز في النقاط المُسيطر عليها، حتى أن مقاتلي “فتح” لم يرتدوا دروع الصدر وخوذ الرأس، ولم تُعيّن الحركة قائداً عاماً للمعركة أو لغرفة العمليات.

ووفقاً للترقب في المخيم، عمل الجيش اللبناني على تجهيزات معلنة وأخرى مجهولة في محيط عين الحلوة، وهذا ما اعتبرته مصادر لبنانية استعداداً من الجيش للمشاركة في الجولة المقبلة للسيطرة على منطقة التعمير اللبنانية نارياً إذا لم يكن عسكرياً، لا سيما وأن هذا المدخل الوحيد للمخيم حيث نقاط التماس المباشرة بين الجيش والمتشددين.

في المحصلة، لم ينته مسلسل المخيم الأمني لا بل ان وكالة “الأونروا” أعلنت عن ست وظائف تحت مسمى “مدير ملجأ انساني”، ما يعزز القول ان مدة الأزمة ستطول. لكن متغيرات طرأت في السياسة أهمها هل سيشارك كل “الاسلاميين” بمن فيهم “حماس” في المعركة إن وقعت كما حصل في الجولتين السابقتين؟ لذلك عاد التواصل بين “عصبة الأنصار” و”فتح”، ويرجح أن تشارك العصبة في القوة المشتركة إذا تقرر الهجوم على مجموعة الشعبي في التعمير. لكن إذا خاضت “فتح” منفردة المعركة فستنضم اليها قوى أخرى لم تشارك سابقاً وربما تستخدم سلاحها غير المستخدم سابقاً.

كلمات البحث
شارك المقال