فرنجية ماض بالترشح ومحوره منتصر حتى الآن!

رواند بو ضرغم

تنطلق أوساط مطلعة على أجواء رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من أن فلسطين حققت انتصاراً في وجه العدو الاسرائيلي، الذي يمر بمأزق، وفق معادلة أن كل تصعيد سيؤدي الى رد فعل دولي، والوقت كفيل بتأليب الرأي العام الدولي وكشف المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة، فالتسليم الدولي بأن المقاومة الفلسطينية إرهابية لا يبرر المجازر الاسرائيلية، لأنها في نظر الدول الغربية دولة ديموقراطية تقتل آمنين في بيوتهم. فالأحداث في فلسطين المحتلة ستُقرأ نتائجها بتأنٍ، وعلى أساسها ستتوضح موازين القوى. ومحور المقاومة منتصر ما قبل 7 تشرين وسيتعزز موقفه ما بعده، وحتماً سوف ينعكس هذا الانتصار على التسوية الكبرى التي ستأتي عاجلاً أم آجلاً، والملف اللبناني سيكون جزءاً من الحل.

أما انعكاس الحرب على غزة على جبهة الجنوب اللبناني فمرتبط بالسلوك الاسرائيلي ومدى تصعيده، والقناعة الراسخة لدى زعيم “المردة” أن “حزب الله” يعمل وفق مصلحة لبنان أكثر من غالبية المنظرين عليه، وهو لا يريد توريط لبنان ولكن المراهنة على سكوته في مقابل التصعيد الاسرائيلي خاطئ.

وعلى صعيد الملف الرئاسي اللبناني، فالتسوية آتية، ومن لا يتماشى معها ستتخطاه، تماماً كما حصل في الطائف. والى حينها، تستمر المبادرة القطرية في سعيها للوصول الى حل رئاسي، ولكنها حالياً في فترة ركود وترقب للمستجد الفلسطيني، وهي أساساً قدمت نفسها على أنها عامل مساعد لإرساء توافق بين اللبنانيين، الا أنها لم تنجح حتى اللحظة في لمّ الشمل المسيحي على إسم توافقي، ولا من مرشح ثالث مطروح تقبله غالبية الأطراف.

وتعتبر بعض الأوساط القيادية في الفريق الداعم لفرنجية أن الطرح القطري يشبه طرح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي وافق على اللواء الياس البيسري والتقاه على طاولة غداء، على أساس أنه يكون قد تخلص من سليمان فرنجية وجوزيف عون. فلا جبران باسيل ولا سمير جعجع يريدان رئيساً لا يخافهما ويرفض أن يتحكما به وفق حساباتهما.

لذلك، يستمر سليمان فرنجية في ترشيحه، وتقول أوساطه لموقع “لبنان الكبير” إن الثنائي الشيعي وحلفاءه من الكتل والنواب هم وحدهم من كانوا أوفياء له، والرئيس نبيه بري هو من دعمه في العامين 2005 و2016 وأعلن ترشيحه عام 2022، وأيده “حزب الله” في دعمه، لذلك فمن صوّتوا له هم وحدهم من يمونون عليه بالتراجع عن الترشيح في حال وجدوا أنفسهم محرجين. ولكن فرنجية أُبلغ من حلفائه أنهم غير محرجين ومستمرين في دعمه، بالاضافة الى أنه يستند الى ثقة واحد وخمسين نائباً من حلفائه، لذلك أبلغ القطري أنه مستمر في ترشيحه ولن يتراجع. وفي حال نظرنا الى المتغيرات الاقليمية، سنصل الى قراءة موضوعية، منطقية وواقعية توصلنا الى أن الثنائي سيتمسك أكثر من أي وقت مضى بمرشحه الأول ولا ثانٍ أو ثالث في خياراته.

ولا تغيب عن حسابات الفريق الداعم لفرنجية الاصطفافات الحالية في لبنان، ولكن أيضاً ما يريحه أن عدداً من النواب غير حاسم في موقفه الرئاسي وينتظر التسوية الاقليمية لمجاراتها، وبالتالي فإن حظوظ فرنجية لا تزال مرتفعة، أما مشكلة “القوات” والعونيين معه فشخصية.

شارك المقال