“قوات الفجر”… فصيل سني مقاوم جاهز لرد العدوان

حسين زياد منصور

منذ انطلاقة عملية “طوفان الأقصى”، والحرب مستمرة على غزة، وضمن “قواعد الاشتباك”، يناور اللبنانيون والفلسطينيون الموجودون على الأراضي اللبنانية عند الحدود مع فلسطين المحتلة في الجنوب. صاروخ مضاد للدروع من هنا، ورد بقصف بعض القرى اللبنانية عند الشريط الحدودي من هناك.

ومنذ أيام يقود “حزب الله” عمليات إطلاق الصواريخ تجاه مواقع العدو الإسرائيلي رداً على مقتل عدد من مقاتليه، وكذلك قامت الفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان ببعض العمليات ضد قوات الاحتلال، ان كان بإطلاق الصواريخ أو تسلل بعض العناصر والاشتباك مع هذه القوات الموجودة في المستعمرات الاسرائيلية.

كان اللافت خلال اليومين الماضيين ليس توجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع تابعة للجيش الاسرائيلي، بل الجهة التي أطلقتها، اذ لم تكن لا “حزب الله” ولا فصائل المقاومة الفلسطينية، أي لا “حماس” ولا “الجهاد الاسلامي” ولا “فتح”، بل “قوات الفجر”، الجناح العسكري لـ “لجماعة الاسلامية” في لبنان.

قد يكون البعض سمع بـ”قوات الفجر” للمرة الأولى، لكنها فصيل له تاريخ من العمل المقاوم، منذ الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، وصولاً الى حرب تموز 2006. ويعود تأسيس هذه القوات الى ثمانينيات القرن الماضي، على أيدي شباب تابعين لـ “الجماعة الإسلامية”، أي أن فصيلاً “سنياً” مقاوماً ولد ليواجه العدو الاسرائيلي المحتل.

خاضت هذه القوات معارك ضد اسرائيل في بيروت وصيدا والجنوب، وكان لها دور بارز في تحرير مدينة صيدا، عاصمة الجنوب. لعب مقاومو “قوات الفجر” الى جانب المقاومة الوطنية دوراً في تحرير البلاد، وكان لهم نصيب من الشهداء، وبحسب أحد المنتسبين الى “الجماعة الاسلامية” فان “قوات الفجر” كان لها دور وطني وأساس في العمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي الى جانب القوى الوطنية حينها، وكانت تستهدف القوات الاسرائيلية بالقنابل والأسلحة الرشاشة.

حمود: جاهزون للدفاع عن الوطن

وفي حديث مع موقع “لبنان الكبير” يقول نائب رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الاسلامية” في لبنان بسام حمود عن العمليات التي سبق وقامت بها “قوات الفجر” ودورها في العمل المقاوم: “بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، أطلقت الجماعة الاسلامية جهازاً مقاوماً لمواجهة المحتل أسمته قوات الفجر، بقيادة الشهيد القائد جمال الحبال، ونفذت العديد من العمليات العسكرية، تحديداً في مدينة صيدا ومنطقتها، أدت الى سقوط أعداد كبيرة من ضباط الاحتلال وجنوده. ولعل أبرز العمليات التي قامت بها هي تلك التي استشهد فيها القائد جمال الحبال مع ثلة من اخوانه في مواجهة لواء غولاني بحيث اعترف العدو حينها بمقتل قائد اللواء والعديد من الجنود”.

ويضيف: “بعد انسحاب العدو من منطقة صيدا، وإنشائه ما سمي حينها بالحزام الأمني في جنوب لبنان، نفذت قوات الفجر العديد من العمليات ضد مواقعه، فضلاً عن العملية البحرية في منطقة الناقورة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وعملية أخرى تسلل خلالها مجاهدو قوات الفجر الى داخل الأراضي الفلسطينية، واشتبكوا مع العدو، وحققوا فيه اصابات كثيرة قبل أن يستشهد ثلاثة من مجاهدينا”.

وعن فترة ما بعد التحرير عام 2000، يشير حمود الى أن “الجماعة حافظت حتى بعد الانسحاب الصهيوني من لبنان عام 2000 على وجود جهازها المقاوم، وطورته عدداً وعدة تحسباً لاي عدوان صهيوني، فضلاً عن استمرار العدو في احتلال أراضٍ لبنانية، في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وشاركت في التصدي للاعتداءات الصهيونية وتحديداً عام 2006”.

وحول إطلاق “قوات الفجر” من الجنوب صواريخ على مواقع تابعة لاسرائيل، يؤكد حمود أن “السبب المباشر هو الرد على العدوان الصهيوني الذي طال ويطال أهلنا في الجنوب اللبناني، من مدنيين وصحافيين بحيث أدى الى سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى، فضلاً عن قصف المنازل والمساجد وتدميرها. وكما جاء في البيان الصادر عن قوات الفجر: إنّنا إذ نعد بالمزيد من الردّ على أي عدوان يطال أهلنا في الجنوب، نؤكّد على تضامننا ووقوفنا مع أهلنا في غزّة شعباً ومقاومة في مواجهة إجرام العدو الصهيوني الغاشم إلى أن يرتدع عن غيّه وعدوانه”.

ورداً على سؤال حول مدى جاهزية “قوات الفجر” لخوض المعارك، يجيب حمود: “قوات الفجر ليست وليدة اللحظة، فهي من أوائل من قاوم المحتل الصهيوني إبان احتلاله للبنان عام 1982، لذلك فهي متأصلة في ربوع الوطن وجاهزة للدفاع عنه ورد العدوان بالتعاون مع كل فصائل المقاومة”.

شارك المقال