مطار رفيق الحريري الدولي… في الحرب يُهدَد وفي السلم يُفسَد

محمد شمس الدين

مطار بيروت، أو كما سمي باسم من أعاد إعماره مطار رفيق الحريري الدولي، يعاني منذ عملية “طوفان الأقصى”، وما رافقها من توترات على الحدوود الجنوبية اللبنانية، وذلك بسبب الهاجس من احتمال توسع رقعة الحرب، وانعكاساتها على لبنان، لا سيما أن شركة “طيران الشرق الأوسط” أعلنت أمس أنها ستلغي عدداً من حجوزاتها بسبب عدم قبول شركات التأمين بتغطية الطيران إلى لبنان، وقد سبقتها المملكة العربية السعودية وسويسرا.

تاريخياً، شهد المطار قصفاً واستهدافاً واشتباكات وخطف طائرات خلال فترة الحرب، أحدثها كان في حرب تموز 2006، حين قصف العدو الاسرائيلي المدرج الشرقي وخزانات وقود، أدى اشتعالها الى تصاعد سحب الدخان لتغطي الضاحية الجنوبية.

كذلك في اجتياح العام 1982 أحرق الطيران الاسرائيلي مدرجات المطار قبل أن يحتله ويجري عرضاً عسكرياً لجنوده في داخله كرسالة وجهها الى منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الحين.

وفي العام 1968 نزلت فرقة كوماندوس إسرائيلية في المطار بواسطة طائرات مروحية، لأربعين دقيقة ونسفت 13 طائرة من الطائرات المدنية ثم غادرت من دون أية مواجهة.

وأقدمت اسرائيل عام 1950 على محاولة اسقاط الطائرة المدنيّة اللبنانيّة “طرابلس” التابعة لشركة النقليّات العامّة Air Liban داخل الأجواء اللبنانيّة، في ما يعتبر من أوائل الاعتداءات ضد طائرات مدنيّة في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية.

وتعرض المطار أيضاً للقذائف والصواريخ إبان فترة الحرب الأهلية، بالاضافة إلى عدة عمليات خطف شهدتها أرضه.

أما في فترة السلم، فلم يكن المطار في حال أحسن، فعلى الرغم من تسيير الطيران، عانى من سوء إدارة وتفشٍ للفساد، ولطالما تذمر اللبنانيون من سوء التنظيم والاكتظاظ الضخم، وتحديداً في مواسم الأعياد والعطل وفترة السياحة الصيفية. ومنذ انهيار البلد اقتصادياً، أصبح المطار في حالة يرثى لها، فلم يعد واجهة لبنان كما كان في السابق، حتى أن القمامة بدأت تتكدس في أروقته، ومنذ يومين حين انهمر المطر الغزير، تحول الشارع أمام المطار إلى بركة مياه ضخمة، يغرق فيها السياح قبل تعرفهم على باقي أراضي الوطن.

وعند كل حدث يحصل في المنطقة، وفي ظل ارتباط البلد بالخلافات الاقليمية، كان يصدر حظر للسفر الى لبنان، الأمر الذي يزيد من الضعط على المطار، بسبب خفض رحلات طيران بعض الدول إليه، ما يتسبب بجمع الرحلات في وقت محدد يزيد من الزحمة التي تحصل فيه.

إذاً، لا في الحرب ولا في السلم سَلم المطار، وهو المنفذ الوحيد المتبقي، والخوف اليوم، أن تقرر اسرائيل ضربه، في حال توسعت رقعة الحرب، وهي التي تتبع نهج العقاب الجماعي، الأمر الذي من شأنه أن يزيد مأساته.

شارك المقال