١٠٠ ألف دولار من لبنان دعماً لغزة… وحشود بالآلاف في أزهر البقاع

راما الجراح

يستمر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، والقصف فوق رؤوس النساء والأطفال والعُزّل الأبرياء وسط دعم غير محدود من العالم الغربي. وبات اليوم دور الفرد الأمل الوحيد في مساندة الحق، ودعم القضية الفلسطينية، والمشاركة في التصدي لهذا العدوان الوحشي الذي يقوم بعملية إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم.

وبعيداً عن التباكي على ما وصلت اليه الأمور، فإن الخير لا يزال في نفوس الكثيرين، وثمة رجال ونساء مناصرون للقضية، يدافعون عنها، ويتبرعون بكل ما يملكون من أموال وذهب لنُصرة الشعب الفلسطيني والأقصى، لأن القضية الفلسطينية قضية أمة بالنسبة اليهم.

وشهدت العاصمة بيروت أكبر تجمع مركزي لنصرة الشعب الفلسطيني في ساحة الشهداء، واحتشد الآلاف في باحة أزهر البقاع في دار الفتوى في أكبر تجمع في المنطقة للتضامن مع غزة برعاية وحضور مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، وتنظيم اللجنة الشبابية في دار الفتوى. وجمعت مبالغ هائلة على الرغم من الوضع الاقتصادي والمادي الذي يعيشيه أكثر من ٨٠٪ من الشعب اللبناني، وتبرعت النساء بذهبها لغزة.

وقال الشيخ خالد عبد الفتاح: “ان من لا يهتم بأمر المسلمين ليس منهم، لذلك كان هذا اللقاء الجماهيري الحاشد في الدار الأم وأعني بها دار الفتوى، مميزاً بالمتبرعين والمتكلمين وحتى المنشدين، وبلغ التبرع ما يقارب الـ ١٠٠ ألف دولار، وأقول للجميع ان صوتهم وصل الى فلسطين، وأهلنا هناك يُسرون بأي تضامن في أي مكان. ويمكن أن نلاحظ الغيرة الكبيرة على الأقصى وفلسطين في أمتنا، ولولا الحدود المصطنعة واتفاقية سايكس بيكو، لما وصلنا إلى ما نحن عليه”.

وأكد في حديث عبر موقع “لبنان الكبير” أن “القضية الفلسطينية قضية كل إنسان، ومن يدافع عنها يكون قد دافع عن الحق. للأسف دائماً كنا نسمع بحقوق الانسان، وعندما طالبنا بحقوق الفلسطينين لأنهم بشر وتتم ابادتهم بأبشع الطرق، كشروا عن أنيابهم، ونحن مطمئنون الى أن الجسم العسكري في المقاومة الفلسطينية لم يتضرر حتى الآن، وهناك سيطرة في العديد من الأماكن. اليوم هناك استياء عام من الشعوب الحرة والمحايدة مما تفعله إسرائيل بالفلسطينين، وواضح أن الامم المتحدة عاجزة عن فعل أي شيئ للشعوب المقهورة، ولاحظنا جميعاً الفرق بين الحرب في أوكرانيا والمساعدات والتضامن الذي حصل معها بصورة خيالية، وبين هذه الحرب”، مشيراً الى أن “المقاومة الفلسطينية اليوم أصبحت معروفة في العالم أجمع أنها وقفت وحيدة في وجه العدو واستطاعت أن تهز كيانه وتزرع الرعب في قلبه، ومهما تضامنا مع فلسطين فنحن مقصرون، والحشود اليوم التي رسمت لوحة لأكبر تجمع حاشد في المنطقة لنصرة فلسطين بتكبر القلب وتؤكد وقوفنا الدائم إلى جانبها”.

واعتبر رئيس المكتب السياسي لـ “الجماعة الإسلامية” في لبنان علي أبو ياسين أن “هناك عدواناً كبيراً يحصل على الشعب الفلسطيني ولبنان منذ ٧ تشرين الأول بعد عملية طوفان الأقصى التي أصابت العدو الصهيوني بمقتل، وقد تكون هذه العملية الأولى بحجم الإنجاز والقتلى الذين سقطوا من الجيش الاسرائيلي لتدمير قوة الردع عندهم، وحجم الأسرى. من ذلك اليوم طريقة رد إسرائيل هي في استهداف المدنيين، وتجاوز عدد الشهداء الـ ٧٥٠٠ غالبيتهم كما تقول مراكز الأبحاث والدراسات، والمؤسسات الإعلامية الموثوقة من الأطفال، وحتى الآن تحت ركام المباني هناك ما يصل إلى ألف طفل لم يستطع أحد إخراجهم”.

وشدد عبر “لبنان الكبير” على أن “من حق الشعوب العربية أن تتضامن وتعبّر عن رأيها ونرى صوراً مشرقة في ساحات كل العالم العربي والغربي، حتى في عواصم كانت تدعي أنها عاصمة الحرية قمعت المتظاهرين وعلى الرغم من المنع نرى عشرات ومئات الآلاف في بريطانيا، فرنسا، أميركا، وإسبانيا. ونحن في لبنان جزء من الموقف العربي والحر في العالم لا بد من أن نتضامن مع أهلنا في فلسطين من خلال عدة مسارات، الأول هو الحراك الشعبي والجماهيري ومن اليوم الأول لبدء عملية طوفان الأقصى لدينا حراك في كل المناطق اللبنانية في البقاع، طرابلس، عكار، وحتى الجنوب، وكان هناك تجمع كبير في دار الفتوى في أزهر البقاع، ومواقف رجولية للمفتي الغزاوي”.

ووصف التجمع في ساحة الشهداء بأنه “كان مميزاً ومركزياً، وكانت هناك عشرات الآلاف ترفع الصوت وتتضامن مع الشعب الفلسطيني”، مشيراً الى أن “الجميع يعلم أن اسرائيل منذ أيام خرجت بمؤتمر صحافي وكان الكلام عن حرب وجودية، وهذا يعني أننا بدأنا بمرحلة التحرير، وما قامت به كتائب القسام هو مصلحة للعرب واللبنانيين، لأن اسرائيل تتربص بهذا البلد وثرواته، وما نقوم به هو تحشيد الشعب اللبناني من المناطق كافة من شماله إلى جنوبه وبقاعه لمواجهة عدو يحتل جزءاً من أرضنا”.

شارك المقال