اجتياح بري بطيء… بانتظار فشل الاحتلال؟

زاهر أبو حمدة

تحاول قوات الاحتلال التقدم في محاور القتال لفصل شمال غزة عن جنوبها، لكن غالبية المعارك تدور في مناطق مفتوحة ومكشوفة، ولو أنها لم تصل إلى المستوى الذي توقعه الاحتلال بعد، إلا أن المقاومة تمكنت من استدراج قواته البرية الى العمق في بعض المناطق ونصب الكمائن لها، واعترف الاحتلال بمقتل 26 جندياً وضابطاً وجرح العشرات. وهذا يعكس نقاط الأفضلية للمقاومة، وهي القدرة على زرع الألغام والمناورة في التقدم والتراجع وتفجير الأنفاق والكمائن بالجنود الاسرائيليين ودباباتهم، إضافة إلى استخدام كثيف لصواريخ مضادة للدروع أو عبوات “الياسين 105″ و”العمل الفدائي” وهي صناعة محلية شديدة الانفجار.

وعلى الرغم من نقاط أفضلية للاحتلال باستخدامه التكنولوجيا المتطورة في الرصد والمراقبة والسلاح الناري المتقدم والقدرات العالية في التدمير من سلاح الجو أو البحر أو البر، إلا أن مصادر ميدانية تؤكد “تقهقره إلى نقاط الانطلاق الأولى في المنطقة الشمالية الغربية أي حوالي كيلو ونصف الكيلو الى الخلف باتجاه منطقة الأميركية”، ما يعكس ضربات المقاومة الكثيفة، واشتعال المحاور كافة في النسق نفسه.

وهنا نلاحظ أن المحاور القتالية تفرعت منها محاور أخرى. ففي المحور الشمالي الشرقي للقطاع، تحاول تشيكلات الاحتلال التوغل من ثلاثة محاور فرعية ودفاعات المقاومة تقاوم فيها:

  • شمالي غربي: ايرز/ صلاح الدين/ تل الزعتر.
  • شمالي شرقي: سديروت/ بيت حانون.
  • الجنوب الشرقي: مفساليم/ بيت حانون.

أما في المحور الشمالي الغربي وهو محور الجهد الرئيس في منطقة العمليات الشمالية، فما زالت عمليات الكر والفر تدور شمال غرب بيت لاهيا باتجاه المدرسة الأميركية. وفي المحور الشرقي (مفساليم/ المقبرة/ الريس/ الكاشف/ جباليا) تمكنت المقاومة من صد الهجمات الاسرائيلية. وهذا الموقف نفسه في المحورين الجنوبي الشرقي (كارني/ صلاح الدين/ الزيتون/ تل الهوا/ جنوب الشيخ عجلين)، والساحل البحري حيث لم يستطع الاحتلال تنفيذ أي عملية إبرار ناجحة.

وبالنسبة الى مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة؛ يحتك المقاومون بالقوات الاسرائيلية. وهذه المناطق يشغلها الاحتلال بهدف إشغالها وتثبيتها ومنعها من توفير التعزيزات والاسناد لتشكيلات المقاومة. ولذلك يبقى الهدف الأساس للاحتلال هو تكثيف القصف لتسطيح الأرض والتقدم حتى ولو كان ذلك مستشفيات ومدارس ومنازل مأهولة.

ويلعب الاحتلال على عامل الوقت، والضغط على المدنيين بالحصار المشدد ومنع دخول المساعدات الانسانية والاغاثية وتكثيف المجازر، وبالتالي يتوقع أن هذا الأمر سيضغط على المقاومة. كما يتوقع أن تستمر المعارك لأشهر ويُفشل الوساطات والمفاوضات وهذا ما ظهر بعد لقاء وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن الأهم من كل ذلك أن مصادر المقاومة الفلسطينية تؤكد أن “المفاجآت الكبرى لم تظهر بعد، وأنها أعدت نفسها للاستمرار في الوتيرة نفسها لأشهر على الرغم من القنابل الدقيقة والارتجاجية”. وهنا يظهر عامل اساس أنه مع استخدام أطنان المتفجرات، إلا أن المقاومين ما زالوا يقصفون تل أبيب ويخرجون للاشتباك مع القوات المتوغلة.

شارك المقال