إسرائيل توصل عدوانها وسط تزايد دعوات وقف اطلاق النار

لبنان الكبير

مع رفضها الدعوات لوقف إطلاق النار، من المتوقع أن تتواصل الضغوط على إسرائيل، اليوم الاثنين، لتجنب سقوط خسائر بشرية بين المدنيين خلال هجومها على قطاع غزة، في حين تسعى حملة دبلوماسية أميركية في المنطقة للحد من مخاطر تصاعد الصراع.

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع نظيره التركي في أنقرة، اليوم الاثنين، بعد ساعات من محاولة مئات الأشخاص خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين، اقتحام قاعدة جوية تضم قوات أميركية في جنوب تركيا.

وقام بلينكن الأحد، بزيارة لم يعلن عنها من قبل إلى الضفة الغربية، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي انضم إلى النداءات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار.

وقال مسؤولو الصحة في غزة التي تسيطر عليها “حماس” ان أكثر من 9770 فلسطينيا قتلوا في الحرب التي بدأت عندما شنت “حماس” هجوما مفاجئا على جنوب إسرائيل قبل شهر، مما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة.

وكرر بلينكن مخاوف الولايات المتحدة، من أن وقف إطلاق النار يمكن أن يساعد “حماس” واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي وقف للحرب ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.

وقال نتنياهو “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة الرهائن، يجب حذف هذا تماما من القاموس”.

وقال الجيش الإسرائيلي الأحد، انه حاصر مدينة غزة في الطرف الشمالي من القطاع. وكانت “وكالة الأنباء الفلسطينية” (وفا) قد تحدثت عن “قصف غير مسبوق” من إسرائيل، في حين ذكرت شركة الاتصالات الفلسطينية أن خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت مرة أخرى.

وقالت إسرائيل إن 31 جنديا قتلوا منذ أن بدأت عملياتها البرية الموسعة في غزة في 27 تشرين الأول، حيث تقاتل الآلاف من مقاتلي “حماس” الذين يعتقدون أن بإمكانهم صد التقدم الإسرائيلي انطلاقا من شبكة من الأنفاق تحت القطاع.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة ” سي. إن. إن” في وقت متأخر من يوم الأحد، ان القصف في شمال غزة توقف لعدة ساعات لمدة يومين متتاليين، للسماح للمدنيين بالمرور الآمن للانتقال إلى جنوب القطاع الساحلي الضيق.

وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس “لا نخبرهم إلى أين يذهبون فحسب، بل نساعدهم أيضا ونخلق ظروفا إنسانية أفضل بكثير في الجنوب”، دون الإشارة إلى ما إذا كانت فترات التوقف في القتال هذه ستستمر.
وذكر كونريكوس أن هناك إمكانية للحصول على المياه والسلع الإنسانية في جنوب غزة، لكن “حماس” تعرقل القوافل بإطلاق النار عليها.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مدير “وكالة المخابرات المركزية الأميركية” وليام بيرنز من المقرر أن يزور إسرائيل اليوم الاثنين، لبحث الحرب والتعاون الاستخباراتي مع كبار المسؤولين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه قوله ان بيرنز سيزور أيضا دولا أخرى في الشرق الأوسط لبحث الوضع في غزة.

وقالت “وزارة الدفاع الأمريكية” (البنتاجون) ان وزير الدفاع لويد أوستن، تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد، و”أكد التزامه الصارم بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشدد على أهمية حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية”.

وأكد أوستن “التزام الولايات المتحدة بردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذا الصراع”.

وقال مكتب نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس انها ستتصل بقادة أجانب في وقت لاحق من اليوم الاثنين، لبحث الصراع وتعزيز جهود الإدارة الأميركية، لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.

وأفاد منشور للعاهل الأردني الملك عبد الله على منصة “إكس” ووسائل الإعلام الرسمية، بأن أفرادا من سلاح الجو الأردني تمكنوا من إنزال مساعدات طبية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في غزة في وقت مبكر اليوم الاثنين.

وقالت القيادة المركزية الأميركية على “إكس”، ان غواصة صاروخية نووية، من طراز “أوهايو” وصلت إلى المنطقة، وهو إعلان غير عادي عن موقع غواصة نووية اعتبره بعض المحللين بمثابة رسالة إلى إيران.

أشلاء ممزعة
يبحث الناس عن قتلى أو ناجين في مخيم المغازي للاجئين في غزة، حيث قالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره “حماس” ان القوات الإسرائيلية قتلت 47 شخصا على الأقل في غارات في وقت مبكر من يوم الأحد.

وقال سعيد النجمة (53 عاما) “طول الليل أنا والشباب بنعزل في الركام وبنطلع الشهداء، أطفال أشلاء وممزعة”، مضيفا أنه كان نائما مع أسرته عند وقوع القصف على الحي الذي يسكن فيه.

وقالت وزارة الصحة إن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة قتلوا في هجوم منفصل.

وقال عباس لبلينكن “نطالب أن توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فورا”، وحث على “وقف فوري لإطلاق النار” من جانب إسرائيل.
ونقلت وكالة “وفا” عن عباس قوله لبلينكن “لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية، والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي”.

قالت السلطات اللبنانية إن التوترات تصاعدت مع لبنان بعد أن أدت غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب البلاد إلى مقتل ثلاثة أطفال وجدتهم.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، ان الجيش هاجم “أهدافا إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان” ردا على هجوم صاروخي على دبابات أدى إلى مقتل إسرائيلي.

وقال “حزب الله” انه رد بإطلاق صواريخ على بلدة “كريات شمونة” في شمال إسرائيل. وأشار في بيان انه “لن يتسامح أبدا بالمس والاعتداء على المدنيين، وسيكون رده ‏حازما وقويا”.

شارك المقال