الجيش رمز الاستقلال… أمام مرحلة “مفصلية”

آية المصري
آية المصري

على وقع الذكرى الـ 80 لاستقلال لبنان، لا تزال القوى الأمنية مستمرة في الحفاظ على أمن البلد واستقراره ولو “باللحم الحيّ”، والمؤسسة العسكرية تحارب من أجل البقاء في مواجهة كل الكيديات السياسية التي تعترض طريق قائدها، فلا يكفي أن هذه المؤسسة تعاني الأمرين وجنديها لا يصل راتبه الشهري الى الحد الأدنى للأجور نتيجة الغلاء الهستيري والاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، ومع ذلك تقاوم من أجل النهوض بلبنان والحفاظ على سيادته على الرغم من الحروب التي يخوضها بعض السياسيين ضدها نتيجة حساباتهم السياسية الضيقية.

ومع اقتراب موعد انتهاء ولاية قائد الجيش جوزيف عون، ظهرت التجاذبات والخلافات الى العلن من أجل تعطيل التمديد في ضوء التذرع بأمور لا تمت الى الدستور بصلة، ومصدر كل هذه المضايقات والرفض واحد “التيار الوطني الحر” وتحديداً رئيسه جبران باسيل، الذي يحاول اقناع حليفه السابق “حزب الله” بالسير في تعيين قائد جديد.

وتعليقاً على ما تعيشه اليوم المؤسسة العسكرية، رأى النائب السابق العميد شامل روكز أن “رمز الاستقلال هو الجيش اللبناني، ويفترض المحافظة عليه بكل الطرق وبترفع زائد لأن العنوان الأساس للجيش هو الشرف والتضحية والوفاء، وكلمة التضحية تحتاج الى ترفع ونكران ذات ونحن أحوج ما نكون الى مفهوم نكران الذات والترفع في هذه اللحظة الحساسة، خصوصاً وأنهم يطرحون المشكلة ويرمونها على الجيش، بدلاً من أن يكون هناك رئيس للجمهورية ومؤسسات تعمل بصورة صحيحة وتحافظ على الاستقلال بالأسلوب اللائق. انهم يختلقون مشكلات في الجيش بين التمديد والتعيين، بين الأحزاب المؤيدة والرافضة نتيجة المحسوبيات الخاصة من الطرفين”.

وقال روكز في حديث لـ”لبنان الكبير”: “آمل في عيد الاستقلال أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، وأن يبعدوا الجيش عن مصالحهم ومحسوبياتهم وحصصهم في الجيش، وأن تكون المرحلة المقبلة مرحلة الجيش بامتياز لأنه ضمانة الاستقرار في البلد. والمطلوب في عيد الاستقلال المزيد من التضامن والتكاتف بين كل الشعب اللبناني من جهة، وحول الجيش اللبناني من جهة أخرى لأنه خشبة الخلاص الوحيدة الموجودة في البلد”.

وفي ظل كل ما تعيشه البلاد من أزمات عاصفة متواصلة وتحديداً بعد “طوفان الأقصى” وتوتر الأوضاع على الحدود الجنوبية بصورة كبيرة، أطل قائد الجيش جوزيف عون ووجه رسالةً واضحة المعالم أكد فيها أن “البلاد تواجه تحديات جسيمة على مختلف الصعد، ما ينعكس سلباً على مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية، جراء التوتر والقصف المتبادل على جانبي الحدود مع إسرائيل”.

وقال في سلسلة تغريدات على منصة “إكس” بمناسبة العيد الثمانين لاستقلال لبنان اليوم: “نقف أمام مشهد شديد الخطورة، إذ يواصل العدو الاسرائيلي ارتكاب أفظع المجازر وأشدها دموية على نحو غير مسبوق في حق الشعب الفلسطيني ويكرر اعتداءاته على سيادة وطننا وأهلنا في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، مستخدماً ذخائر محرمة دولياً”. وأشار الى أن “لبنان يواجه تحديات جسيمة على مختلف الصعد، تنعكس سلباً على مؤسسات الدولة، ومن بينها المؤسسة العسكرية، التي تقف اليوم أمام مرحلة مفصلية وحساسة في ظل التجاذبات السياسية، في حينِ تقتضي المصلحة الوطنية العليا عدم المساس بها، وضمان استمراريتها وتماسكها والحفاظ على معنويات عسكرييها”.

شارك المقال