على طريق الجنة

الراجح
الراجح

قد لا يكون المناخ مناسباً لردود كهذه على نظريّات جهابذة السّياسة في لبنان. ولكن، منذ مدّة طالعنا المفكر الاستراتيجي ابراهيم الأمين بأن هناك حوالي 5000 امرأة حامل في غزة سيلدن قريباً بدلاً من الأطفال الذين قضوا بحكم همجيّة العدو الاسرائيلي وإجرامه في الحرب الجهنميّة على غزة. ولم نكن لنستوعب ما سمعناه من ذاك المفكر الكبير لو لم يطالعنا حليف له، ومن المحور ذاته المفكر العبقري رفيق نصر الله، بأن لا مشكلة في سقوط قتلى وشهداء في الحرب ضد إسرائيل لأن “نساءنا مؤهلات لإنجاب أعداد مضاعفة تعوّض الخسائر وبتوقيت قد لا يتجاوز الشهرين!”. هذا ما قاله بالحرف رفيق نصر الله (نساؤنا يلدن كل شهرين!)، وهذا تأكيد على احترام المرأة ودورها ومكانتها في الحياة.

أمام هذا الواقع إذاً لا مشكلة في دخول الحرب الكبرى لمواجهة إسرائيل والانضمام الكلّي الى حرب غزة. فالنّساء جاهزات لتعويض خسائر الشباب الذين سيذهبون إلى عالم متحرّر من الاستكبار الأميركي والبطش الاسرائيلي إلى مكان يعيش فيه “الرسل والأنبياء والملائكة”… وهذا ما قاله الأمين العام في إطلالته قبل الأخيرة.

وعلى المقلب الآخر نرى من يحمل التوراة القديمة ويقرأ علينا مقاطع تبرّر القتل والاجرام ويطمئِن مجتمعه بأن من يموت في حرب مقدّسة كهذه سيذهب إلى الجنّة، إلى حيث يذهب شهداؤنا… ففي مفهوم هؤلاء لا قدسيّة ولا قيمة للأمومة أو العائلة أو حتى الفرد. كلنا مجرد وسيلة ووقود للحرب الى جثثٍ تنتظر دفنها لانتقالها إلى العالم الأفضل.

هذا المنطق يجعل وجودنا وإنسانيتنا مجرد تفاهة، ما يأخذنا إلى المنطق المشابه لأولئك الذين مهّدوا الطريق لنازيّة هتلر.

الأخطر أن جميع هؤلاء يحاضرون ليل نهار بالانسانية وبحقوق الإنسان وتحرُّر البشر من القيود والأوهام. أما الحقيقة فتبقى في ما قاله الماغوط: “إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى، فالخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء”.

أمّا السّؤال فهو أين النخب المزهوّة بفكرها وكعب حذائها العالي من كل هذا؟!

ملاحظة: تعليقاً على مقالة “وحدة الألم والدموع”، أرسل لي صديق ما أحبّكم أن تقرأوه: “انتصار الموت على الحياة ينتج حياة اسمها زهرة الرماد، وهي أرق وأكثر هشاشة من الأزهار كافّة لكنها أول زهرة تشق رماد البركان”.

شارك المقال