نتنياهو يرقص فوق الضحايا بحثاً عن مكسب زائف

زياد سامي عيتاني

مرتدياً الخوذة العسكرية والسترة الواقية من الرصاص، وفي خطوة غير معلنة من قبل، لاستعراض العضلات، من دون أن تخلو من الاستفزاز والتخبط، حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو البحث عن مكسب زائف بالرقص على أجساد الضحايا، وذلك عبر زيارته الأماكن التي تتمركز فيها قوات الاحتلال داخل قطاع غزة في اليوم الثالث للهدنة مع حركة “حماس”، متعهداً بمواصلة الحرب، في الوقت الذي أبدت الحكومة مؤشرات على المواقفة على تمديدها!

وتزامنت الزيارة في صبيحة المظاهرات الحاشدة التي شارك فيها آلاف الاسرائيليين ضد نتنياهو، وذلك جراء فشله في تحقيق أي انجاز يذكر في الحرب التي شنها على قطاع غزة، ولم يثبت أي شيء في حربه إلا قدرته على ارتكاب المجازر بحق الأبرياء من الشعب الفلسطيني. وجال نتنياهو يرافقه سكرتير الحكومة الاسرائيلية تساحي برافرمان، ورئيس الأركان تساحي هنغبي، والأمين العام العسكري لرئيس الوزراء آفي غيل، ونائب رئيس الأركان الجنرال أمير برعام، على قطاع غزة من دون أن تحدد أماكن بعينها، وتلقى مراجعات أمنية وتحدث مع القادة والمقاتلين وزار أحد أنفاق “حماس” التي تم الكشف عنها.

يشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت صوراً لرئيس الوزراء الاسرائيلي، وهو يتفقد قواته في قطاع غزة، وأظهرته اللقطات المصورة، وهو يقف معها في مناطق في شمال غزة، مدمرة جراء العدوان الاسرائيلي، كما ظهر في أحد الأنفاق المزعومة.

وفي محاولة لإزالة الآثار التي تركتها زيارته الأخيرة الى أحد تمركزات الجيش والتي تمت مهاجمته بها من الجنود الاحتياط، حاول نتنياهو التودد للجنود، والحديث معهم كأصدقاء، وقال لهم خلال زيارته: “نحن هنا في القطاع مع مقاتلينا الأبطال، ونبذل قصارى جهدنا لاعادة مختطفينا، وفي النهاية سنعيدهم جميعاً، فلدينا ثلاثة أهداف لهذه الحرب: القضاء على حماس، وأعيد جميع المختطفين لدينا، والتأكد من أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديداً لدولة إسرائيل”.

وأتت هذه الزيارة الاستعراضية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بعيداً عن وسائل الاعلام، من دون أن يعرف شيء عن المسار الذي سلكه حتى وصل إلى غزة في مشهد أقرب إلى “التخفي” بعد ليلة عصيبة في عقر داره، حيث تظاهر آلاف المستوطنين في تل أبيب وأمام منزله تحديداً، للمطالبة بالإفراج عن كل المحتجزين في قطاع غزة، كما طالب المتظاهرون برحيل نتنياهو من الحكومة، ووصفوه بالفاشل، وجاء ذلك في ثاني أيام الهدنة الانسانية مع “حماس”.

وتعد هذه التظاهرة استمراراً للغضب المتزايد داخل الكيان الاسرائيلي ضد الحكومة بعد أكبر إهانة تعرض لها الجيش مع عملية “طوفان الأقصى”. هذا المشهد يأتي في سياق الصراع والحرب الحزبية الداخلية التي يخوضها نتنياهو، بحيث تشير كل التوقعات الى حرص نتنياهو على إستمرار الحرب، بعد إنتهاء الهدنة، بحثاً عن إنتصار وهمي، وللهروب من المحاسبة الداخلية على ما ألحقه بإسرائيل من مذلة ستدون في تاريخ الكيان الصهيوني، من دون التمكن من محوها.

شارك المقال