الاستقرار رهن التمديد لعون وعثمان… وتدارك الفراغ الأمني أولوية

آية المصري
آية المصري

شغور تلو الآخر، وفراغ عام يهدد مؤسسات الدولة لاسيما الأمنية منها والتي تشكل الركيزة الأساسية لأمن الشعب اللبناني واستقراره، لكن الحسابات السياسية الضيقة تُعطل كل هذه الاستحقاقات التي تطرق أبوابنا بين حين وآخر، بحيث بات لبنان يُعرف بمرحلة “الوكالات” التي بدأت في المديرية العامة للأمن العام وتُستكمل اليوم، لكن ضرورة التمديد لقائد الجيش جوزيف عون لا تزال تناقش في السر والعلن علّ المجلس النيابي ينعقد ويقر هذا التمديد الملح. كما بات ضرورياً النظر الى قوى الأمن الداخلي التي لم يتبقَ من ولاية مديرها العام اللواء عماد عثمان الا ما يقارب الخمسة أشهر، مع العلم أن البلاد لا تحتمل فراغاً كهذا، لا سيما وأن الأمن والأمان هما أمانة اللواء عثمان والعماد عون وتحديداً في هذه الظروف المتوترة التي يعيشها لبنان على الحدود الجنوبية من جهة، وضبط التفلت نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية من جهة أخرى.

وبعدما تقدم تكتل “الاعتدال الوطني” باقتراح قانون للتمديد للواء عثمان عبر مجلس النواب، علم موقع “لبنان الكبير” من مصادر كتلة سيادية مطلعة أن هناك احتمالية كبيرة لدمج الاقتراحين المقدمين من تكتل “الجمهورية القوية” وتكتل “الاعتدال الوطني” من أجل التمديد لقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي في الجلسة التشريعية المقبلة التي من المقرر أن يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري منتصف الشهر المقبل.

وربطاً بضرورة التمديد للواء عثمان، لفتت مصادر الحزب “الاشتراكي” الى عدم وجود أي جديد في ملف التمديد للمركزين، مشددةً على الموقف الداعم للتمديد للعماد عون واللواء عثمان نظراً الى خطورة ابقاء هذه المواقع الأمنية المهمة في حالة شغور.

اما بالنسبة الى موقف حركة “أمل” حيال التمديد للواء عثمان، فعلم “لبنان الكبير” من أوساط مطلعة أن الرئيس بري لا يمانع ذلك.

ورأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “الفراغ غير مُستحب عموماً لكن الملف الرئاسي اليوم قد يحصل في أي وقت من خلال أن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل فوات الأوان، ووصولنا الى اللحظة الأخيرة، ويجب أن نتدارك الفراغات في ظل غياب رئيس للجمهورية في موضوع التمديد وليس التعيين”.

وأشار حاصباني الى أن “التوقيت الموضوع يأتي في مراحل مختلفة والحالات الطارئة أكثر تعالج فوراً وآنياً بالطريقة الأسرع والمتاحة، اليوم قائد الجيش تفصلنا عن موعد انتهاء ولايته فترة قليلة جداً، وأصبحنا قريبين من الفراغ ومؤسسة الجيش في وضع دقيق جداً بسبب الوضع العسكري القائم في لبنان على الحدود الجنوبية، فهذه الحالة العسكرية متأهبة جداً ووضع المؤسسة دقيق ودورها أساس في هذه المرحلة نظراً الى كون الأمن القومي مهدداً، وحالتها طارئة أكثر من أي حالة أخرى قائمة في البلد ومدتها الزمنية للبت فيها قصيرة جداً”.

وشدد على “الحاجة الى اعطاء هذا الموضوع أولوية على التمديدات الأخرى، لكن أي موضوع آخر بالنسبة الينا قابل للنقاش ومنفتحون على نقاشه عموماً لكن ضمن الضوابط والشروط القائمة على قيادة الجيش أي عندما تكون الحالة طارئة وملحة أيضاً، مع أهمية موقعي قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، وسينظر الى الموضوع بحالته الطارئة لأنه قد يكون هناك انتخاب لرئيس للجمهورية في العام المقبل وساعتها تحل المشكلة كلها”.

وقال النائب المستقل إيهاب مطر لـ”لبنان الكبير”: “أنا من الدعاة المتمسكين بوجوب سلوك الآليات النظامية القانونية للتغيير في مناصب الدولة كلها، لكن الظروف الاستثنائية تدفع الى خيارات وقرارات مختلفة، لمصلحة الناس والمؤسسات بعيداً عن الحسابات الشخصية”. واعتبر أن “لبنان الذي يعيش منذ سنوات ظروفاً استثنائية جداً، من الثورة الى كورونا الى الانهيار الاقتصادي وصولاً الى جهنم حقيقية مع فراغ سياسي، بل تفريغ سياسي متعمد، يواجه حالياً طوفاناً إقليمياً ينذر بعواقب وخيمة على كثيرين في المنطقة، فيما سدة الجمهورية العليا مغيبة في لعبة التحاصص والكيديات، ليتحمل رياح الحرب الحارقة في جنوبه وهو لا يملك سوى شبه دولة، بوجود حكومة تصريف أعمال وبرلمان شبه معطل”.

أضاف: “وسط معمعة كل هذه الأزمات والاستحقاقات كانت هناك مؤسستان حافظتا على تماسكهما، باللحم الحي وبالحرمان المالي والمعيشي لعناصرهما، ونجحتا على الرغم من كل التحديات في الحفاظ على أمن المواطن وأمان الوطن، الجيش وقوى الأمن الداخلي. وهاتان المؤسستان لا تحتملان الفراغ في القيادة”.

وإذ أيد المطالبين بالتمديد للعماد عون، طالب بالتمديد أيضاً للواء عثمان، “ليس لأنهما نجحا في قيادة الأمن والأمان بتفانٍ في أصعب الظروف وحسب، بل أيضاً لأن البلد لا يحتمل فراغاً في هاتين المؤسستين في هذه الظروف الاستثنائية”.

أما عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني فشدد على ضرورة التمديد لقائد الجيش واللواء عثمان، قائلاً: “في حالة التمديد للعماد عون، هناك ضرورة للتمديد للواء عثمان وكتابنا المقدم يُثبت ضرورة هذا التمديد، فلا يجب أن يكون هناك ناس بسمنة وناس بزيت ونتمنى أن نكون جمعينا مثل بعضنا البعض لأننا كلنا في الهوا سوا”.

شارك المقال