الجنوب “مهما يتدمّر بيرجع يتعمّر”

نور فياض
نور فياض

لم يعد بالامكان القول ان الحرب توقفت مؤقتاً على الحدود الجنوبية لفلسطين المحتلة، في اطار إتفاق الهدنة، الذي كان يتجدد قبيل انتهائه، فبالامس، استأنف العدو الاسرائيلي الى الحرب على غزة بعد فشل المساعي في تمديد الهدنة ليوم آخر، وربما نكون دخلنا جولة الحرب الثانية، أو جولة ثانية لتحسين المفاوضات.

صحيح أن لبنان لم يدخل في حرب موسعة ولا نعرف ما اذا سيعاد فتح الجبهة الجنوبية بعد توقف الهدنة، الا أن ما لا يمكن انكاره هو أن الجنوب عاش حرباً فعلية، فالقذائف والصواريخ تعدت الأحراج ونقاط الاشتباك، الى مناطق داخلية سببت دماراً في المنازل، اضافة الى مشاهد التهجير التي أعادتنا بالذاكرة الى حرب تموز.

مع تفعيل الهدنة، بدأ الجنوبيون بالعودة الى مناطقهم لتفقد ممتلكاتهم، ويمكن القول ان الحياة الطبيعية عادت الى الجنوب الذي لم يخلُ من السكان الصامدين طيلة فترة الاعتداء. اما من هدم منزله فإما سكن لدى الأقارب أو لا يزال في المكان الذي نزح اليه. ومع تضارب التصريحات والآراء في الدولة حول دفع التعويضات، الا أنها ستدفع من جهات معيّنة.

يؤكد مصدر خاص في وزارة الزراعة عبر موقع “لبنان الكبير”، أن “التعويضات ستدفع للمزارعين وهذا جواب نهائي، والوزير سيجتمع مع رئيس مجلس النواب وستكون للوزارة زيارة قريباً جداً الى الجنوب.”

في السياق، يقول رئيس بلدية يارون علي تحفة: “ان الحركة شبه طبيعية في المنطقة، على الرغم من الخروق التي حصلت، اذ ان العدو أطلق النار على الجيش وقوات اليونيفيل في أطراف البلدة ولكن ذلك لم يؤثر على عودة النازحين.”

ويضيف: “في ما يتعلق بالأضرار، تم مسح كل المنازل المتضررة من مجلس الجنوب. وكنا قد شخصنا عدد المنازل التي هي بحاجة الى اعادة اعمار، فتبيّن أن العدد أكبر من الذي شخصناه”.

وعن موسم الزيتون، يشير تحفة الى أن “الاعتداء تزامن مع موسم الزيتون، وبالتالي خسره المواطن، فلن يخاطر بدمه من أجل زيتونة. ويتم أيضاً مسح الأضرار بالمعاينة، بحيث لا يستطيع أحد الوصول الى المساحات الخضراء وكروم الزيتون الموجودة مقابل فلسطين المحتلة، ولو في أوقات الهدنة، لأن العدو لا يؤمن له، فهو لم يتوقف عن اطلاق النار على أي جسم مقابل الحدود. ولكن سيتم التعويض على أصحاب الماشية، اما الاراضي فنحن بحاجة الى هدوء وضمانات لكي نصل اليها”.

ويوضح رئيس بلدية كفركلا حسن شيت، أن “الحياة تعود تدريجاً الى المنطقة، ومن دمّر منزله نؤمّن له مكاناً آخر ليسكن فيه ومنهم حتى الآن لم يعودوا الى البلدة وهم قلة.”

وحول التعويضات، يؤكد شيت أن “مسح الأضرار يسير على قدم وساق من مجلس الجنوب وحزب الله للدفع للمواطنين. ومن الممكن أن نبدأ من الغد (اليوم) بتصليح الأضرار، ومن ينتهي من مسح ممتلكاته يعوّض عليه على الفور، مشيراً الى “أننا لم ننتظر انتهاء الهدنة أو التمديد لها أو مصيرها فالتعويض سيطال الجميع إن توقف الهدنة أو استؤنفت الحرب.”

ويلفت نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي الى أن “عدد النازحين من المناطق الجنوبية ابان عملية طوفان الأقصى بقِي على حاله، فهم يذهبون الى مناطقهم لتفقد ممتلكاتهم ومن ثم يعودون، ولا تزال مؤسسات الامام موسى الصدر تقدم لهم الوجبات ثلاث مرات يومياً”.

اذاً، يبدو أن الاعتداءات ستعود مع استئناف العدو الهجمات على غزة، والدولة لن تساهم في تقديم التعويضات لأن بعض نوابها يعتبر أن الدولة غير مسؤولة عن أي حرب على الحدود. وفي كلتي الحالتين، ان ساهمت الدولة أو لم تساهم، سيعاد اعمار الجنوب اليوم كما أعيد بعد حرب تموز، مهما كثرت الحروب.

شارك المقال