لا رئاسة الى ما بعد غزة… و”الحزب” أبلغ باستحالة وصول فرنجية

آية المصري
آية المصري

يوماً بعد يوم تزيد عرقلة الملف الرئاسي أكثر فأكثر ويرمى به في أدراج النسيان، فيما الفراغ وفي المواقع الاخرى والاستحقاقات الداهمة تسرق منه الأضواء، وبعدما تخطى العام والشهرين ربما سيطول أكثر بسبب عودته الى مربع الصفر نتيجة الانقسام العمودي الحاصل في البلاد، من دون أن تغيب حركة الموفدين الدوليين وآخرهم الموفد الفرنسي الخاص الى لبنان جان إيف لودريان الذي شدد على ضرورة اللجوء الى الخيار الثالث في هذه المرحلة الحساسة، منهياً بذلك مرحلة ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

وفي ظل التوترات الداهمة على الحدود الجنوبية ربطاً بما حصل بعد “طوفان الأقصى”، هناك فئة تعتبر أن “حزب الله” يريد الاستثمار في هذا الشق رئاسياً تحت حجة أنه حمى البلاد من خطر اسرائيل، فهل بدأ يطبخ سيناريو إنسحاب فرنجية؟

لاحظت أوساط سياسية أن غالبية القوى السياسية باتت مقتنعة بأن الملف الرئاسي أصبح مؤجلاً الى ما بعد انتهاء الحرب في غزة.

وقال مصدر خاص متابع للأجواء لموقع “لبنان الكبير”: “لا رئاسة الى ما بعد غزة. وهذا يعني رهن الملف الرئاسي بالتطورات في غزة، لتبقى المسؤولية في ذلك على حزب الله في ربط استحقاقات لبنان ومصيره بأجندات خارجية، وهو يتحمل بذلك مسؤولية تعطيل البلاد والعباد. فصبوا أنظاركم على تطورات غزة، فمجلس النواب اللبناني بات بارادة قوى الأمر الواقع”.

وأكدت مصادر نيابية أن “الفكرة الأساسية تتمثل في أن حزب الله جرى ابلاغه من العديد من الموفدين الخارجيين، ومنهم القطري والفرنسي، أن امكان وصول فرنجية الى سدة الرئاسة مستحيل ومتعذر، ولكن من الواضح أن الحزب ينتظر نتائج حزب غزة، معتبراً أن الذهاب الى الخيار الثالث تحصيل حاصل، ويراهن على نتائج الحرب وفي حال بقيت حماس على ما هي عليه فهذا يشير الى انتصار محور الممانعة”.

في المقابل، رأت أوساط “القوات اللبنانية” عبر “لبنان الكبير” أن “انسحاب فرنجية يعود اليه، لكنه ضمن السباق الرئاسي طالما أن حزب الله مصر عليه”، مشيرةً الى أن “هناك ثلاث مسائل أساسية، الأولى أن امكان انتخاب فرنجية أظهر أنه غير متوافر وغير ممكن من موقف المعارضة التي حالت دون تمكين حزب الله من إيصاله وانتخابه. النقطة الثانية أنه بعد ما يقارب العام والشهرين على الشغور الرئاسي، من هو بالفعل يعطل الجلسات ويرفض تطبيق الدستور والذهاب الى جلسة بدورات متتالية هو حزب الله والممانعة، وهم يدركون استحالة ايصال مرشحهم، وأيضاً لدينا المجتمع الدولي الذي كان في المرحلة الأولى من خلال فرنسا يتبنى مبادرة أسقطتها المعارضة لجهة وصول مرشح الممانعة الى سدة الرئاسة، وبالتالي أصبح هذا المجتمع بأعضائه الخمسة مع الخيار الثالث، وهذا ما عبّر عنه الموفد الفرنسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان الذي كان واضحاً أن لا سليمان فرنجية ولا الوزير السابق جهاد أزعور ضمن المعادلة، بالاضافة الى القطري واللجنة والخماسية”.

وأشارت الأوساط الى أن “المعارضة كانت ذهبت الى الخيار الثالث استباقاً لأي شيء منتقلةً من النائب ميشال معوّض الى أزعور، ادراكاً منها استحالة أن ينتخب أي فريق مرشحه، وحرصاً منها على الانتخابات الرئاسية ومع كل هذا بقيت الممانعة مصرة على مرشحها والواضح أن لا مؤشرات حيال الوصول الى انتخابات الرئاسة، وما زلنا في المربع نفسه”.

شارك المقال