هكذا بدأنا

الراجح
الراجح

صبيحة العمليّة البطوليّة في 7 تشرين الأول، جاءت رسالة محمد الضيف وكانت كالآتي: “قررنا أن نضع حداً لكل ذلك بعون الله ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه من دون محاسب… مجاهدونا الأبرار، هذا يومكم لتُفهموا هذا العدو المجرم أنه قد انتهى زمنه… قاتلوا، والملائكة سيقاتلون معكم مردفين، وسيمددكم الله الملائكة مسوّمين، وسيوفي الله بوعده لكم… يا شبابنا في الضفة الغربية، يا كل أهلنا على اختلاف تنظيماتكم، اليوم يومكم لتكنّسوا هذا المحتل ومستوطناته عن كل أرضنا في الضفة الغربية ولتجعلوه يدفع ثمن جرائمه طيلة السنوات العجاف الطوال… يا أهلنا في القدس، هبّوا لنصرة أقصاكم واطردوا قوات الاحتلال والمستوطنين من قدسكم واهدموا الجدران العازلة. يا أهلنا في الداخل المحتل، في النقب والجليل والمثلث، في يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، أشعلوا الأرض لهيباً تحت أقدام المحتلين الغاصبين، قتلاً وحرقاً وتدميراً وإغلاقاً للطرقات”.

وأضاف: “يا إخواننا في المقاومة الاسلامية، في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين ليفهم هذا المحتل الرعديد أنه قد انتهى الزمن الذي يعربد فيه ويغتال العلماء والقادة، قد انتهى زمن نهب ثرواتكم، قد انتهى القصف شبه اليومي في سوريا والعراق، قد انتهى زمن تقسيم الأمة وبعثرة قواتها في صراعات داخلية، وآن الأوان أن تتحد كل القوى العربية والاسلامية لكنس هذا الاحتلال عن مقدساتنا وأرضنا”.

وتابع: “اليوم، اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فهذا أوانها، ومن ليس عنده بندقية فليخرج بساطوره أو بلطته أو فأسه أو زجاجته الحارقة، بشاحنته أو جرافته أو سيارته… هذا يوم الثورة الكبرى من أجل إنهاء الاحتلال الأخير ونظام الفصل العنصري الأخير في العالم. أيها الصالحون والصالحات، يا صفوة الحفّاظ، يا حفظة كتاب الله، أيها العابدون الصائمون القائمون، الراكعون الساجدون، اجتمعوا في مساجدكم وأماكن عبادتكم وارجعوا إلى الله وألحّوا عليه أن ينزّل علينا مصرعَهم وأن يمدّنا بملائكته موثقين وأن يحقق بنا أمالكم بالصلاة في الأقصى محرراً”.

هكذا بدأنا، ونحن الآن في حالة لا نطلب فيها إلا وقف العدوان والإبادة ونصلي ونركع ونسجد كي لا تسيطر الدولة العنصرية الصهيونية وتستولي على كامل التراب الفلسطيني.

يقول غسان كنفاني: “إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية.. فالأجدر بنا أن نغيِّر المدافعين.. لا أن نغيّر القضية”. هل آن الأوان ليغيّر الشعب الفلسطيني المدافعين عن القضية أم أنه سينتظر ليتحقق ما قاله غسان كنفاني أيضاً: ” فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات، وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن، زيادة على الأصل، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، ويحزن قليلاً… ثم يذهب إلى بلده ويقول: زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا!”.

فالى متى؟

شارك المقال