أميركا تطالب بحماية المدنيين في غزة مع استمرار الهجمات الإسرائيلية

لبنان الكبير
جانب من آثار القصف الإسرائيلي على غزة (أسوشيتد)

أجرى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن تحويل استراتيجيتهم في غزة، نحو تنفيذ عمليات عالية الدقة ضد حركة “حماس” بعيدا عن الحملة البرية واسعة النطاق، في الوقت الذي تحدث فيه الفلسطينيون عن هجمات عنيفة بطول القطاع الساحلي اليوم الجمعة.

وقال سكان وسلطات ووسائل إعلام إن الدبابات والطائرات الإسرائيلية كثفت قصفها لشمال غزة، وكذلك خان يونس ورفح بجنوب القطاع.

وأفاد مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة بأن أربعة، بينهم طفلان، قتلوا وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية على منزل في خان يونس في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة.

وذكرت وكالة “الأنباء الفلسطينية الرسمية” (وفا) أن غارات جوية إسرائيلية خلال الليل على خان يونس ورفح أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وأضافت أن إحدى الغارات أصابت مربعا سكنيا بالقرب من المستشفى الكويتي في رفح.

وأظهر بث مباشر لجنوب غزة تم تصويره من إسرائيل بعد فجر اليوم الجمعة تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود. ولم يعرف على الفور سبب الدخان.

وقالت القوات الخاصة الإسرائيلية اليوم الجمعة إنها عثرت على جثة الرهينة إيليا توليدانو (28عاما) الذي كانت “حماس” تحتجزه منذ السابع من تشرين الأول بعد اختطافه من مهرجان موسيقي. وقال الجيش إن “إجراءات تحديد الهوية” نفذها مسؤولون طبيون وحاخامون عسكريون وخبراء في الطب الشرعي.

وتقصف إسرائيل قطاع غزة البالغ طوله 40 كيلومترا دون أي مؤشرات على احتمال وقف القتال أو إطلاق النار والذي من شأنه أن يسمح بتوصيل الإمدادات الأساسية التي يحتاجها المدنيون بشدة للبقاء على قيد الحياة بعد تدمير منازلهم.

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ردا على هجوم شنه مقاتلو حركة “حماس” عبر الحدود في السابع من تشرين الأول وقتلوا خلاله 1200 إسرائيلي واحتجزوا 240 رهينة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وحاصرت القوات الإسرائيلية القطاع الساحلي وحولت معظمه إلى أنقاض، وتأكد مقتل ما يقرب من 19 ألف شخص، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، وهناك مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت الأنقاض.

وناقش مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، يوم الخميس، خلال زيارته لإسرائيل تحركات لتحويل هجماتها على غزة إلى عمليات أقل كثافة وتركز على أهداف عالية القيمة، ولكن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأميركية قال للصحفيين إن إعطاء أطر زمنية محددة لمثل هذا التغيير سيكون تصرفا “غير المسؤول”.

وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “جرت مناقشات في هذه الاجتماعات وكذلك في اجتماعاتنا السابقة، وفي المكالمات الهاتفية بين الرئيس ورئيس الوزراء، حول نوع ما من التحول في التركيز من عمليات تطهير سريعة الوتيرة وعمليات تطهير عالية الكثافة، والتي تجري حاليا، إلى تركيز أقل كثافة في نهاية المطاف على أهداف عالية القيمة، ومداهمات تعتمد على المعلومات الاستخبارية… والأهداف العسكرية الأكثر تحديدا ودقة”.

مناقشات حول تحرير الرهائن

قال المسؤول إن سوليفان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجريا مناقشات مستفيضة حول الجهود المبذولة لإخراج الرهائن المتبقين في غزة. وأضاف أنه كان هناك اتفاق واسع على أن القطاع يجب أن يخضع في المستقبل لقيادة فلسطينية.

وتابع المسؤول “لم يكن من المتوقع أبدا استمرار عمليات تطهير برية كبيرة إلى ما لا نهاية”.

كما ذكر المسؤول أن سوليفان ركز بشكل كبير على الحاجة إلى حماية المدنيين، وقدم مسؤولو الدفاع الإسرائيليون إحاطة مفصلة حول “الجهود غير العادية التي يبذلونها لمحاولة فصل السكان المدنيين عن حماس”.

وتقول إسرائيل إن “حماس” تستخدم المدنيين والمباني المدنية دروعا، وهو ما تنفيه الحركة.

وتضغط واشنطن على إسرائيل منذ أسابيع لبذل المزيد من الجهد لحماية السكان المدنيين في قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وعندما سُئل الرئيس جو بايدن يوم الخميس عما إذا كان يريد أن تقلص إسرائيل هجومها على قطاع غزة بحلول نهاية العام، قال “أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين، لا أن يتوقفوا عن ملاحقة حماس، بل بأن يكونوا أكثر حذرا”.

وقال سوليفان في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي إن هناك حاجة إلى ربط الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة تحت قيادة حكومة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها وتقويتها.

وذكر مسؤول أميركي أن سوليفان سيناقش مسألة السلطة الفلسطينية ومحاسبة المستوطنين اليهود “المتطرفين” على أعمال العنف التي يرتكبونها ضد الفلسطينيين، وذلك عندما يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله يوم الجمعة.

وخرجت احتجاجات بقيادة جماعة يهودية تطالب بوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة يوم الخميس في ثماني مدن أميركية بالتزامن مع الليلة الثامنة من عيد “حانوكا” اليهودي، وأغلقت شوارع وجسورا في واشنطن وفيلادلفيا.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “دعوا غزة تعيش” و”هذا ليس باسمنا”.

شارك المقال