اسرائيل توسع عملياتها في مخيمات غزة وتتوعد “حماس” باستمرار الحرب “أشهراً”

لبنان الكبير

زاد الجيش الاسرائيلي من ضرباته على قطاع غزة في إطار حملته على حركة “حماس” التي أكد أنها قد تستمر “أشهراً عدة” على الرغم من المخاوف الشديدة على الوضع الانساني.

وفي مؤشر إلى تمدد النزاع إقليمياً بصورة متزايدة، اعترضت الولايات المتحدة في البحر الأحمر مسيّرات وصواريخ أطلقها الحوثيون اليمنيون الذين يشنّون هجمات تطال جنوب الدولة العبرية وسفناً في البحر “نصرة لغزة”.

وفي قطاع غزة، قال الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري إن القوات الإسرائيلية “تقاتل في خان يونس” في الجنوب و”توسع” عملياتها في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.

وأصدر الجيش أمر إخلاء لسكان مخيم البريج في وسط قطاع غزة ومحيطه. وكان بعض السكان فروا في وقت سابق إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر.

وقُتل أكثر من 240 فلسطينياً خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بحسب ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” الثلاثاء. ودفنت جثامين 80 شخصاً قتلوا خلال الحرب في مقبرة جماعية الثلاثاء في رفح، بعدما أعادتها إسرائيل الى القطاع عقب مصادرتها من مشارح مستشفيات ونبشها من مقابر للتثبت إن كانت تعود إلى رهائن ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال رئيس لجنة “الطوارئ الصحية” في محافظة رفح الدكتور مروان الهمص: “وصلت إلينا حاوية فيها عدد كبير من الشهداء بعضهم مكتمل الجسد وبعضهم أشلاء”.

وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقابلة تلفزيونية أن “ما جرى على الأرض الفلسطينية هذه الأيام أكثر من كارثة وأكثر من حرب إبادة. لم يشهد شعبنا مثل هذه الحرب حتى في نكبة 1948. ما يحصل الآن هو أبشع بكثير”، معتبراً أن مخطط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته “هو التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية”.

وأعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الانسان عن “قلق بالغ حيال قصف القوات االمتواصل لوسط غزة”، معتبرة أن “على كل الهجمات أن تمتثل بصورة صارمة إلى مبادئ القانون الانساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات”.

اتصالات مقطوعة

وأعلن نتنياهو في وقت سابق هذا الأسبوع “تكثيف” القصف على غزة حيث كانت الاتصالات ما زالت مقطوعة اليوم الأربعاء. وصرّح لاحقاً خلال زيارة لوكالة الفضاء الاسرائيلية: “نقول لإرهابيي حماس: نحن نراكم، سنأتي إليكم… سنكثّف القتال في جنوب غزة وفي أماكن أخرى”.

وفي ظل “تكثيف” القتال، حذّر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي من أنّ الحرب ستستمر “عدّة أشهر أخرى”، مشدداً على أن “أهداف هذه الحرب ليس من السهل تحقيقها”.

وقُتل جراء العمليات العسكرية الانتقامية الاسرائيلية في غزة 20915 شخصاً وأصيب 54918، وفق وزارة الصحة.

مساعدات وديبلوماسية

وبعد تبني مجلس الأمن الأسبوع الماضي قراراً يدعو إلى زيادة المساعدات للقطاع، أعلنت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء تعيين الوزيرة الهولندية سيغريد كاغ منسّقة للشؤون الانسانية وإعادة الاعمار في غزة.

من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تسلّم 41 شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية وسبع سيارات إسعاف جديدة عبر معبر رفح الحدودي الثلاثاء، لكن ذلك يبقى أقل بكثير من حاجات قطاع غزة وفق منظمة الصحة العالمية.

وأعربت فرنسا عن “قلقها العميق من إعلان السلطات الاسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده”، وجدّدت “دعوتها إلى هدنة فورية تؤدّي إلى وقف لإطلاق النار”.

على الصعيد الديبلوماسي، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن “للبحث في التطورات في غزة وجهود الوساطة المشتركة الحالية لتهدئة الأوضاع في القطاع المحاصر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار” بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.

وفي واشنطن، ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان مع وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر في واشنطن الثلاثاء مسألة انتقال الدولة العبرية إلى “مرحلة مختلفة” في الحرب، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.

وقال المسؤول في الرئاسة الأميركية طالباً عدم نشر اسمه ان المباحثات تطرّقت أيضاً إلى “الخطوات العملية لتحسين الوضع الانساني وتقليل الأضرار على المدنيين”، فضلاً عن “الجهود” الرامية إلى تعزيز فرص إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت “حماس” تحتجزهم. ولم تفلح جهود الوسطاء خصوصاً المصريون والقطريون، حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.

من الضفة الى لبنان فاليمن 

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، زادت حدة التوترات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. وفجر اليوم الأربعاء، أسفرت عملية للجيش الاسرائيلي في طولكرم بشمال الضفة عن ستة قتلى وعدد من الجرحى، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية

وقُتل أكثر من 300 فلسطيني في الضفّة الغربية المحتلّة على أيدي القوات الاسرائيلية، وفي بعض الحالات على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بدأت الحرب بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة، بحسب حصيلة نشرتها السلطة الفلسطينية.

ولا تزال المخاوف من توسع الحرب في الإقليم قائمة، خصوصاً مع تبادل القصف على الحدود بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.

وفي جنوب لبنان، قتلت امرأة ورجلان في غارة جوية إسرائيلية على مدينة بنت جبيل. وأوضحت “الوكالة الوطنية للاعلام” أن “مدينة بنت جبيل استفاقت اليوم على مجزرة ارتكبها العدو الاسرائيلي ليلاً استشهد بنتيجتها 3 من أبناء المدينة وجرح آخر”، مشيرة إلى أن “الطائرات الحربية المعايدة أغارت قبيل منتصف الليل على منزل (…) وسط مدينة بنت جبيل” القريبة من الحدود.

وأكد “حزب الله” أن أحد الرجلين هو من عناصره. وأصدر بيانا جاء فيه: “بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي أحمد بزي (قاسم) من مدينة بنت جبيل… والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس”.

وأتت الغارة على بنت جبيل بعد ساعات من إعلان الجيش الاسرائيلي الثلاثاء إصابة تسعة جنود ومدني في شمال إسرائيل جراء صواريخ أطلقها “حزب الله”.

وتبنّى المتمردون الحوثيون هجوماً بطائرة مسيّرة على سفينة في البحر الأحمر وإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل تم اعتراضه.

وأكّد الجيش الاسرائيلي أنّ إحدى طائراته المقاتلة “اعترضت بنجاح في وقت سابق اليوم (الثلاثاء) في منطقة البحر الأحمر هدفاً جوياً معادياً كان في طريقه الى الأراضي الاسرائيلية”.

من جهتها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” في بيان أن القوات الأميركية أسقطت في غضون 10 ساعات ما مجموعه 12 طائرة مسيّرة وثلاثة صواريخ بالستية مضادّة للسفن وصاروخي هجوم بري.

كما تزايدت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا المجاورة. ونفذت الولايات المتحدة ضربات ضد ثلاثة مواقع تستخدمها تلك الفصائل في العراق، ما أدى إلى مقتل شخص.

وتأتي هذه الحوادث بعدما اتّهمت إيران إسرائيل بقتل القيادي الكبير في الحرس الثوري رضي موسوي في غارة جوية في سوريا، وتوعّدت بالانتقام لمقتله.

شارك المقال