الضربات الاسرائيلية مستمرة على خان يونس وبلينكن يسعى لتفادي حرب أوسع

لبنان الكبير

تصاعدت حدة الاشتباكات في مدينة خان يونس بجنوب غزة وكذلك في أحياء وسط القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان، في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الاثنين أن عدد القتلى جراء الضربات الاسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول بلغ 23084 فلسطينياً فيما أصيب 58926، مشيرة الى أن نحو 249 فلسطينيا لقواً حتفهم وأصيب 510 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ويتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى اسرائيل اليوم، بعد محادثات في الامارات والسعودية، وحذر من أن حرب غزة قد تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة إذا لم تتحقق جهود سلام ملموسة.

وزار بلينكن الأردن وقطر يوم الأحد في مستهل جولة ديبلوماسية تستمر خمسة أيام في الشرق الأوسط وتهدف إلى الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب في المنطقة. ومن المقرر أن يزور الضفة الغربية ومصر هذا الأسبوع.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في الدوحة قبل توجهه إلى أبو ظبي: “هذا وقت توتر عميق في المنطقة. هذا صراع قد ينتشر بسهولة ويتسبب في المزيد من انعدام الاستقرار والمعاناة”.

وأوضح بلينكن أنه سيبلغ المسؤولين الاسرائيليين بضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في غزة، مشدداً على وجوب السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ويجب عدم الضغط عليهم لمغادرة القطاع.

وحث العاهل الأردني الملك عبد الله بلينكن على استغلال التأثير الأميركي على إسرائيل للضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، محذراً من “التداعيات الكارثية” لاستمرار الحملة العسكرية الاسرائيلية.

وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن شدة الهجوم في غزة تشير إلى عزم بلاده الأكيد على تدمير حركة “حماس” التي تدير القطاع وردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع إيران مثل جماعة “حزب الله” في لبنان.

أضاف لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محوراً وليس عدواً واحداً… إيران تعمل على بناء قوتها العسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها”.

وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال. وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة يوم الأحد: “يجب ألا تتوقف الحرب قبل أن نحقق جميع الأهداف، القضاء على حماس، واستعادة جميع رهائننا وضمان أن قطاع غزة لم يعد يشكل تهديداً لإسرائيل… أقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا على حد سواء”.

وعلى الرغم من القلق العالمي إزاء إراقة الدماء والدمار في غزة والضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار، لا يزال الرأي العام في إسرائيل مؤيداً بقوة للعملية مع التراجع الحاد في شعبية نتنياهو.

وشهد وسط قطاع غزة هجوماً برياً وجوياً أشد عنفاً على مدى الأسبوعين الماضيين، وتحدث سكان عن قصف بالدبابات وانفجارات أضاءت السماء في جنح ليل يوم الأحد.

وقال مسؤولو صحة في مستشفى ناصر يوم الأحد إن غارات إسرائيلية على منازل في خان يونس أسفرت عن مقتل 50 شخصاً. وأعلن مسؤولون في قطاع الصحة في غزة ونقابة الصحافيين هناك أن صحافيين فلسطينيين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة بالقرب من رفح في جنوب قطاع غزة يوم الأحد.

وعبّر القيادي في “حماس” سامي أبو زهري في منشور على منصة “إكس” عن أسفه لعدم دعم الدول العربية والإسلامية حتى الآن مطالبة جنوب إفريقيا بمحاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.

وقال: “نشعر بالألم لعدم تقديم الدول العربية والاسلامية حتى الآن أي طلب لمحكمة العدل الدولية ضد جرائم الابادة الصهيونية في غزة أو دعم طلب دولة جنوب إفريقيا في هذا الشأن”. وأمل “أن يكون هناك استدراك وإلا فإن هذا الصمت الرسمي سيشكل تفويضاً للاحتلال لاستئصال ما تبقى من غزة”.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق إن بلينكن سيستغل جولته في الشرق الأوسط للضغط على الدول الاسلامية المترددة في المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على “حماس”.

وخارج قطاع غزة، اندلعت أعمال عنف جديدة في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع جنود إسرائيليين ومستوطنين في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على مسلحين فلسطينيين هاجموا جنوداً في مدينة جنين، وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة فلسطينيين قُتلوا في الغارة الجوية.

ووفقاً لما أعلنه الجيش والشرطة، قُتلت مجندة في حرس الحدود الاسرائيلي وأُصيب آخرون عندما تعرضت سيارتهم لانفجار بعبوة ناسفة خلال عمليات في جنين. وأشارت أجهزة الطوارئ الاسرائيلية الى أن الشرطة قتلت طفلة فلسطينية في سيارة عند معبر بالضفة الغربية عندما فتحت النار على سيارة أخرى اشتبهت في أنها شنت هجوم دهس.

شارك المقال