حركة الصواريخ وحراك التسوية

الراجح
الراجح

الشهداء يتساقطون على جانبي الطريق، لأن القيادات تسير في وسطها!

اعرف عدوَّك لتستطيع الانتصار عليه، وهنا لا بد من إعادة تعريف معنى الانتصار.

فهل يساوي ضرب دبّابة أو جرّافة أو قتل جندي إسرائيلي الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون في غزة والضفة؟

كل هذا الكم من الكلام هو من باب المحاولة للدخول إلى قراءة ما قاله الأمين العام في الاطلالتين الأخيرتين، حيث كان من الأفضل كقائد للمقاومة أن يحدثنا عن مشروع الانسحاب المقترح لما بعد الليطاني، مقابل ترسيم الحدود البريّة على غرار الحدود البحريّة، وعن الجهود السريّة والعلنيّة التي يواكبها رئيس مجلس النواب والتي تتوقف عند نقاط الخلاف المتنازع عليها، وهي 13 نقطة على طول الحدود إنطلاقاً من النقطة B1 التي أكد عليها الأمين العام في خطابه الأخير.

الطريف أن المفاوضات ستجري لا بل تجري عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وبمواكبة من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية والعودة إلى خط الهدنة في الوقت الذي يطلب منّا الأمين العام عدم الاعتراف بدور الأمم المتحدة وكل مجالس الأمن!

النقاط الـ 16 التي حدّدها الأمين العام كنتيجة لعملية “طوفان الأقصى”، كإعادة إحياء القضية الفلسطينية، وسقوط الرهان الاسرائيلي على تعب الفلسطينيين ويأسهم، إلى ارتفاع مستوى التأييد للمقاومة ولخيار المقاومة، مروراً بسقوط صورة إسرائيل في العالم، والأهم ضربة مسار التطبيع وانكشاف حقيقة المجتمع الدّولي كما انكشاف صورة إسرائيل المقتدرة وكسرها، سبّب هجرة الاسرائيليين لأنهم لا يتمسكون بالأرض.

الأهم بالنسبة الى الأمين العام أن ما جرى في غزة يثبت أن المؤسسات الدولية والنظام الدولي والمجتمع الدولي والقانون الدولي ليست قادرة على حماية أي شعب وأن كل هؤلاء لا يعترضون ولا يفاوضون إلا القوى وحامل السلاح.

وبعد كل هذا، وبعد يومين فقط يطل علينا الأمين العام داعياً الى الافادة من الظرف الحالي للتفاوض مع قوى طلب منّا عدم الاعتراف بها وبدورها وحتى بوجودها.

الخلاصة أن هناك حقيقة ثابتة في علم السياسة، أن من يستطيع التعطيل هو من يفاوض وليس أي أحد آخر. وفي هذا المجال قد يكون الثمن لتطبيق القرار 1701 الإطباق الكامل لـ “حزب الله” على لبنان، ولنودّع نهائياً إمكان الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وليودّع فرنجية وباسيل أحلامهما بالرئاسة لأن القتال يدور من دون أي حاجة الى حماية ظهر المقاومة ولننتظر لرئاسة الجمهورية شخصاً يشبه من يستطيع أن يصدر مذكرة توقيف بحق مطران، أو ينسف تحقيقات المرفأ من أساسها وبعدها حكومة تعمل على قانون انتخابات وفق الدائرة الواحدة حيث الأكثرية الساحقة حكماً لـ “حزب الله” وحلفائه.

ولحينه سنبقى مع قبعة هيدز اليونانية – قبعة الإخفاء، إخفاء الحقيقة باستعمال كلمات لا علاقة لها بالواقع – إنتصار!

شارك المقال