موازنة في البرلمان وثقة على خط بنشعي – كليمنصو

رواند بو ضرغم

عنوانان حرّكا الجمود السياسي على الساحة الداخلية بفعل اللهيب الحدودي، الأول تشريعي والثاني رئاسي.

تشريعياً، أنهت لجنة المال والموازنة دراسة موازنة عام 2024 ووضعت التعديلات عليها. وتقول مصادر هيئة مكتب المجلس لموقع “لبنان الكبير”: “إن من المرجح أن يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة للهيئة العامة في بداية الأسبوع المقبل لإقرار الموازنة، وذلك فور عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من دافوس”. وأكدت مصادر نيابية انعقاد الجلسة وعدم الخوف على نصابها نتيجة تأكيد الكتل النيابية حضورها، وعلى رأسها “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” لأن لا مجال للشعبوية في خضم نقاش الأرقام والرسوم والضرائب.

أما رئاسياً، فبرز حراك لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وإن كان طابعه إجتماعياً حيناً وعائلياً حيناً آخر. ففي لقاء فرنجية قائد الجيش جوزيف عون، تؤكد مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن المرشحين الرئاسيين لم يأتيا مطلقاً على الاستحقاق الرئاسي، إنما اقتصر اللقاء على تقديم التعازي والحديث الاجتماعي حصراً، بما فيه مسار علاقة الطرفين مع ميشال عون وجبران باسيل. صحيح أن هذا اللقاء لا يمكن وضعه في سياق جدي، الا أنه لا يمكن عزله عن أثره الايجابي، بكسر الحدة بين فرنجية وعون وترسيخ التعاطي بإيجابية بين بعضهما البعض، على الرغم من أن هذه الايجابية لا يمكن أن تقرّش في الرئاسة، ولن تؤدي الى انسحاب مرشح للآخر، أقلها في المرحلة الراهنة.

الا أن عشاء فرنجية العائلي عند رئيس الحزب “الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط في كليمنصو سياقه مختلف، بحيث يجري التأسيس لعلاقة ثقة بين الجيلين من الطرفين، وهذا ما تضعه مصادر المجتمعين لموقع “لبنان الكبير” في خانة الايجابية والمصلحة الوطنية المبنية على الالتقاء على الرغم من الاختلافات المتفرقة.

وتضيف هذه المصادر: “ان الطرفين مرتاحان للعلاقة بين بنشعي وكليمنصو، إذ إن جنبلاط الابن أبلغ فرنجية الابن بعد اللقاء الأول مع سليمان الأب أنه حريص على استمرار العلاقة والتعاون نتيجة الارتياح الجنبلاطي لمقاربة المرشح الرئاسي ووضوحه وصدقه وصراحته، ولكن في الوقت عينه نقل اليه أن لا تبدّل حتى اللحظة في الموقف الاشتراكي رئاسياً”. وتقول مصادر سياسية على صلة بزعيم الدروز: “إن موقف جنبلاط ليس رافضاً لشخص فرنجية إنما لاعتبارات مسيحية وانتظاراً لبلوغ التسوية مرحلة النضوج، ليسير وفق مسارها وينضوي تحت لوائها”.

ويقرأ مصدر سياسي رفيع المستوى في تحرك فرنجية باتجاه جنبلاط رسالة الى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بأنه زعيم وطني له أرضية درزية، كما له أرضية مسيحية وسنية وشيعية، كما أن علاقته مع قائد الجيش جوزيف عون تعطي إشارة لحليفه اللدود الى أن الظروف السياسية اذا بلغت حدّ التبديل، فإنسحاب فرنجية سيزكّي عون للرئاسة. الا أن الانسحاب غير مطروح حتى اللحظة، ولا نقاش في هذا الخيار راهناً لدى الثنائي الشيعي وحلفائه، وهم لا يزالون متمسكين بترشيح فرنجية ويعملون على ايصاله الى سدة الرئاسة، وعلى باسيل أن يتجرّع أحد السُّمَّيْن على قلبه.

أما رئاسة الأركان، التي ستكون من مقبلات عشاء كليمنصو، من باب امتنان الزعيم الاشتراكي لزعيم “المردة” لموافقته على التعيين، فباتت أمراً واقعاً في مجلس الوزراء، وينتظر انضاج ميقاتي لمخرجاتها، في حين أن وساطة وزير الثقافة محمد المرتضى لا تزال مستمرة مع وزير الدفاع موريس سليم الذي يتمسك برفضه تقديم الاقتراحات الاسمية حتى اللحظة. غير أن بتّ تعيين الأركان لن يكون قبل انتهاء جلسة إقرار الموازنة في مجلس النواب، وبالتالي أمامها بعض من الوقت، أقلها أسبوعان.

شارك المقال