رئاسة الأركان على “طاولة خلدة”… و”الجبل بخير”

آية المصري
آية المصري

لا يكن ولا يهدأ الحزب “التقدمي الاشتراكي” في هذه الأيام، وعلى الرغم من أنه معروف بجولاته على الفرقاء كافة، الا أنه ينشط في الآونة الاخيرة وكأنه يسعى الى مبادرة ما يُحرك من خلالها الأوضاع في البلاد ويصل الى إنهاء الشغور الحاصل في غالبية مؤسسات الدولة.

وبعد عشاء كليمنصو الذي جمع آل فرنجية وآل جنبلاط مساء الاثنين، زار وفد كبير من كتلة “اللقاء الديموقراطي” برئاسة رئيسها رئيس “التقدمي” النائب تيمور جنبلاط دارة رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” طلال أرسلان في خلدة، فماذا حمل هذا اللقاء في طياته؟ وبماذا جرى التباحث؟

مصادر “التقدمي” أكدت عبر “لبنان الكبير” أن “هذا اللقاء لم تكن فيه أحاديث خاصة، وتم التطرق الى موضوع رئاسة الأركان وانهاء الفراغ الحاصل في المؤسسة العسكرية، وشدد الطرفان على أهمية التواصل والتنسيق بين الحزبين وتأكيد الحفاظ على هذا الجو الايجابي، بالاضافة الى تمتين الوحدة الداخلية في الجبل وتحصينها والتي تُعد الأساس لابقاء الجبل بخير، كما اتفق الطرفان على استكمال التشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة”.

في المقابل، وصفت مصادر “الديموقراطي اللبناني” جو اللقاء بـ “الجيد جداً”، مشيرة الى أنه جاء في اطار الجولة التي يقوم بها “اللقاء الديموقراطي” والحزب “التقدمي الاشتراكي” على الفعاليات كافة، “وبالتالي دار خلدة هي من المقومات الأساسية في الوطن، والاجتماع لديها شيء طبيعي”.

“كان هناك توافق على عدد كبير من الأمور، وإجماع من الفريقين على دعم القضية الفلسطينية والتنديد بالاعتداءات الاسرائيلية بكل أنواعها داخل قطاع غزة أو على الحدود الجنوبية، والتأكيد أن قرار الحرب بيد العدو الاسرائيلي”، بحسب المصادر، التي قالت: ” كان هناك إجماع من الفريقين على أهمية ملء الشغور في مراكز الدولة، بداية في موضوع رئاسة الجمهورية، لأن هذا الشغور يتبعه شغور في مراكز عدة ومن الضروري العمل على ملئه. وجرى البحث في أهمية ملء الشغور في ملف رئاسة الأركان من منطلق وطني وليس من منطلق طائفي، خصوصاً وأنه يعني كل المواطنين”.

وأوضحت المصادر أنه “كان هناك تأكيد على أهمية الوقوف الى جانب الناس في هذه المرحلة الصعبة التي يمرون بها نتيجة الأوضاع الاقتصادية العامة وتحديداً في مواضيع الطبابة، الاستشفاء، التعليم وغيرها، بالاضافة الى التحدث عن المناطق التي يتواجد فيها الحزبان وتحديداً مناطق الجبل والتأكيد على أهمية الاستمرار في صون الجو الوفاقي ونبذ التفرقة والخلافات والعمل يداً واحدة على مساعدة الناس لتخطي هذه المرحلة، والتأكيد على أهمية توصل كل الفرقاء اللبنانيين الى ذلك بالأسلوب نفسه، لأن لا حل الا بالتفاهم والتحاور للوصول الى الأمور الاخرى”.

وكان عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن أعلن بعد الزيارة أنها تأتي في سياق الاتصالات والزيارات التي يقوم بها “اللقاء الديموقراطي” الى مختلف القوى السياسية، كما كانت مناسبة للبحث في الأمور كافة على كلّ المستويات وفي أكثر من اتجاه، تحديداً في هذا الظرف العصيب والمرحلة الدقيقة والعصيبة التي تمرّ بها المنطقة ولبنان.

ولفتَ أبو الحسن إلى أنّ “المطلوب تحصين الواقع السياسي، وواقع الجبل محصّن والمصالحة مصانة، والتشاور مع الحزب الديموقراطي اللبناني ومختلف القوى السياسة في الجبل قائم، ونسعى إلى تمتين هذا الجو المستقر”، مؤكداً أن “البحث جرى في موضوع رئاسة الأركان ضمن الاطار العام وهو ليس مطلباً فئوياً بل عام تفادياً للفراغ في المؤسسة العسكرية، ولم يجرِ التداول في الأسماء، كما أن هناك رأياً لقائد الجيش في هذا الموضوع واحتراماً للأقدمية أيضاً”.

شارك المقال