لقاءات “التقدمي” والمعارضة مستمرة… وعشاء كليمنصو “هدّد” العلاقات

آية المصري
آية المصري

التأزم في العلاقات يصيب الكتل السياسية بين الحين والآخر، وقد يتحوّل الصديق الى عدو أو لا يعود صديقاً حسبما تقتضي المصلحة أو الفترة الزمنية، والأمثلة كثيرة هنا فبعدما كان “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” من أقوى الحلفاء، توترت العلاقة بينهما ليصبح اهتزازها واتجاهها الى منحى آخر مختلف تماماً حديث الاعلام، وكثيرة هي التقاطعات التي حدثت بين بعض الكتل مثل “أوعا خيك” الشهيرة التي جمعت كلاً من “التيار” و”القوات اللبنانية” لكنها لم تستمر أكثر من أشهر.

اذاً، لكل من الفرقاء فترة زمنية سياسية اما تقربهم من بعضهم البعض أو تبعدهم نتيجة التباينات في وجهات النظر، ولكن لا يمكن أن نشمل الجميع خصوصاً أن هناك من لم يغيروا في علاقاتهم وبقوا على خط شبه مستقيم في الكثير من الاستحقاقات، وفي نهاية المطاف هذه هي السياسة.

وبعدما تقاطعت المعارضة مع “التيار الوطني الحرّ”، تراجعت بعد جلسة 14 حزيران الشهيرة وتيرة هذا التقاطع الى حد كبير، وفي الآونة الأخيرة لوحظ أن علاقة “القوات” و”الكتائب” مع “التقدمي الاشتراكي” ربما أصابتها شائبة، فكيف تصنّف اليوم هذه العلاقة بينهم وهل من أجواء سلبية في هذا الاطار؟

مصادر تكتل “الجمهورية القوية” وصفت العلاقة بـ “الجيدة”، موضحة أن اللقاءات مستمرة مع وجود اختلاف تموضع. وأشارت الى أن “المعارضة والتقدمي رافضان لحزب الله لكن في الوقت عينه كل طرف لديه مقاربة لكيفية التعاطي مع الثنائي الشيعي، الا أن القوات والتقدمي على علاقة جيدة وهذا لا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك تباين في المواقف”.

وحول امكان أن يتوجه “التقدمي” الى خيار رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، اكتفت المصادر عبر “لبنان الكبير” بالقول: “هذا الأمر مستغرب”.

اما مصادر “الكتائب” فقالت: “لدينا حوار عميق مع التقدمي، وأعمق من الظروف والاستحقاقات في مجلس النواب أو غيره، ومن دون أي شك لم نلمس أن الحزب ذاهب الى تأييد مرشح الممانعة في لبنان ووليد بيك مشهور بالحركية السياسية وفكره المتقدم القادر على المبادرة بسرعة، والتنسيق بيننا قائم في الكثير من الأمور. وليس وليد أو تيمور جنبلاط من يسلمان لبنان الى حكم حزب الله”.

في المقابل، تساءلت أوساط “التقدمي”: “عن أي معارضة نتحدث؟ أين توجد المعارضة؟ لنأخذ التكتلات بصورة فردية لأن لا وجود لجبهة معارضة موحدة”. وأكدت أن “المرحلة الماضية حدث فيها تقاطع معهم على موضوع الرئاسة لكن هذا التقاطع شمل التيار الوطني الحر، وفي الاجمال هذه قاعدة لنا، نحن لدينا ثابتة في تفكيرنا السياسي وهذه المرحلة أكثر وأكثر تقضي بضرورة أن يبقى التواصل قائماً بين كل الأطراف السياسية وهذا ما نمارسه من خلال الحركة التي يقوم بها رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط على مختلف القوى السياسية”، لافتةً الى أن “العلاقة قائمة سواء مع الكتائب أو القوات والتواصل والنقاش قائمان مع كل أطراف المعارضة، هناك مواضيع نختلف عليها ونتفق عليها لكن تواصلنا غير مقطوع والعلاقة ليست متوقفة انما لا يمكننا القول ان هناك مشروعاً واحداً في الأمور معهم”.

وحول العشاء الذي جمع آل جنبلاط بآل فرنجية في كليمنصو الأسبوع الماضي، وإمكان سير “التقدمي” بفرنجية في المرحلة المقبلة، علقت الأوساط بالقول: “الأمور ليست في مكان ذهابنا باتجاه السير بفرنجية، والموضوع الرئاسي لا يزال غير مطروح وجامداً، ولكن حدث لقاء مع القوات وعشاء لديها، وعشاء لدى النائب ميشال معوض، وعشاءان لدى الكتائب اللبنانية الأول عند رئيس الحزب سامي الجميل والآخر عند الرئيس السابق أمين الجميل وكان عشاءً عائلياً، لكن هذا التفكير سياسياً أن كل ما حدث عشاء أو لقاء غير طبيعي، فنحن كنا واضحين أننا منفتحون على الجميع، وتواصلنا مستمر مع الجميع، وقلنا ان العشاء في كليمنصو عبارة عن عشاء عائلي وتواصل يثبت العلاقة بين الطرفين على الرغم من كل التباينات، لكن اذا كان المطلوب كلما اختلفت مع أحد في السياسة تقطع العلاقة معه فهذه صراحة ليست سياستنا”.

شارك المقال