تساقط “خوارج البيئة”

حسين زياد منصور

لكل فريق سياسي حلفاء من خارج البيئة التي ينتمي اليها، وهذا أمر طبيعي، فالتحالفات السياسية تتبدل وتتنوع. منذ ما بعد 7 تشرين الأول والحدود اللبنانية الجنوبية، تشهد مناوشات من “حزب الله” وفصائل لبنانية وفلسطينية ضد مواقع العدو الاسرائيلي. هذه المعارك الدائرة في الجنوب اللبناني بالتوازي مع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، خلقت نوعاً من التململ بين أبناء البيئة الحاضنة للحزب، وهذا الأمر بدا واضحاً في ظل امتداد الهجمات الاسرائيلية وتوسع عمليات الاغتيال، والتي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت أيضاً.

التململ لم يقتصر على أبناء هذه البيئة، بل امتد الى حلفائها أيضاً، “خوارج البيئة”، خصوصاً مع ربط مصير لبنان بأكمله بنتائج الحرب في غزة، واستفزاز “حزب الله” بتصرفاته بعض حلفائه، ان كان من “التيار الوطني الحر” أم رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أو المحامي والناشط جوزيف أبو فاضل. هؤلاء لطالما دافعوا عن “حزب الله”، الا أنهم أصبحوا يطلقون مواقف معاكسة تماماً له.

تخبط وضياع

كلام أبو فاضل “الصديق الصدوق” من البيئة التي يهاجمها الآن، كان جارحاً ومستفزاً لها، اذ انه غير قادر على العيش مع بيئة في لبنان وتحديداً بيئة “حزب الله” وحسب زعمه لأنهم يصلّون 5 مرات في اليوم، ويحيون مناسبات مثل عاشوراء وشهر رمضان.

وعن ذلك تعلق مصادر بالقول: “ان كلام أبو فاضل لا معنى له، ولا يقدم أو يؤخر، وكلامه يأتي ضمن حركات الظهور التي يقوم بها بصورة دائمة في أي مقابلة”.

وتضيف: “ان المشكلة بحسبه والمتمثلة بالصلاة 5 مرات في اليوم وعاشوراء وشهر رمضان، هي طقوس يمارسها كل المسلمين، فكلامه لا يدل سوى على الجهل والتخبط والضياع الذي يعيشه”.

اعتراضات من خارج البيئة

كلام أبو فاضل “الموجع” لـ”حزب الله” وبيئته، لم يكن الأول بل كان سبقه بأسابيع الوزير السابق وئام وهاب منتقداً الحزب وعملياته في الجنوب، وقال حينها بأنه مع وقف العمليات التي يقوم بها ضد اسرائيل على الحدود اللبنانية الجنوبية.

ورأى أن “ما يحصل على الحدود الجنوبية يضغط كثيراً على لبنان ويعطّل كل شيء فيه، ولا يمكننا الاستمرار في تعطيل كل شيء في لبنان، لأننا تعبنا… وأنا مع حزب الله في أي مواجهة مع اسرائيل، لكني أرى أن العمليات لم تحقق شيئاً والضغط لم ينكفئ عن غزة، وهم يعتبرون أن ما يقومون به من واجبهم لكن هذه الفترة دقيقة جداً”.

مصادر سياسية تعلق على ذلك قائلة: “هناك اعتراضات عديدة تحصل بسبب تصرفات الحزب، وهذه الاعتراضات من البيئة الحاضنة له وخارجها. اذ يرون أن لا جدوى من استمرار الحرب، وفتح الجبهة في الجنوب كان أمراً خاطئاً خصوصاً مع توسع رقعة الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب”.

وتعتبر المصادر أن “اللبنانيين هم المتضررون ومن يعترض على ما يحصل تطاله فوراً اتهامات بالعمالة والتخوين”.

وأمام كل هذا التململ والاعتراضات و”الانشقاقات” التي تحصل، تقول مصادر مطلعة: “هذا دليل الانقسام في المحور، وما يحصل في سوريا من قصقصة لجوانح الايرانيين، واصطيادهم، وحصول إسرائيل على احداثيات دقيقة”.

وتعود المصادر الى الانتخابات النيابية الأخيرة لتشير الى أن “نتائجها كانت إسقاط غالبية رموز النظام السوري لصالح بعض حلفاء الحزب من التيار الوطني الحر، والايراني هو الذي فرض واقعه بدلاً من السوري حينها”، موضحة أن “حزب الله خسر قسماً كبيراً من بيئة حلفائه خصوصاً المسيحية، نتيجة العديد من التصرفات، من دون نسيان حادثة الكحالة”.

شارك المقال