بخاري “كاسحة ألغام” أمام عمل اللجنة الخماسية

زياد سامي عيتاني

ينتظر لبنان التحرك المرتقب لسفراء اللجنة الخماسية بعد إجتماعها في رحاب “خيمة” السفير السعودي وليد بخاري، لتوحيد الجهود والأفكار، بشأن بذل مساعٍ جديدة لوضع حد للشغور الرئاسي، لاقتناع دولها بأن خطورة الوضع على حدود لبنان الجنوبية، لم يعد يحتمل “ترفاً” سياسياً، لأن ما بلغته التطورات الميدانية، من شأنه أن ينفجر حرباً واسعة. والقلق الكبير من إنفجار حرب واسعة بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي، حدا بالسفير السعودي في لبنان وبتوجيه من قيادة المملكة، الى إطلاق دينامية جديدة في حركته الديبلوماسية، بحيث أجرى سلسلة لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفيرين الفرنسي هيرفيه ماغرو والمصري علاء موسى، إضافة إلى لقاء لافت مع السفير الايراني مجتبى أماني. وقد أسس نشاط بخاري لاستضافته إجتماعاً في دارته لسفراء اللجنة الخماسية، لاعادة إحياء ملف الرئاسة اللبنانية.

وتتزامن هذه الحركة الديبلوماسية السعودية المنسقة مع دول “الخماسية” مع جولات قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على الدوحة والرياض، في إطار مهمته، بحيث من المتوقع عودته إلى بيروت حاملاً معه مقاربة الدول الخمس (في حال نضوجها)، في محاولة لإيجاد صيغة توافق بين القوى السياسية اللبنانية، إذ ان عودته مرتبطة بالتطورات التي ستحصل على صعيد المباحثات الجارية. كذلك، فإن الحراك “الخماسي” يترافق مع بقاء الاتصالات ناشطة بين بيروت وواشنطن وتحديداً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والمفاوض الأميركي آموس هوكشتاين، ولكن بعيداً عن الاعلام، بصورة شبه يومية.

وسط هذه الاندفاعة الديبلوماسية تجاه لبنان، وبهدف تأطير الجهود وتضافرها، تبرز أهمية الدور السعودي لجهة توحيد الجهود المبذولة والمقاربات المطروحة وتجميعها، بهدف التوصل إلى صيغة موحدة. وأهمية الدور السعودي أنه يأتي في ظل استئناف العلاقات السعودية – الايرانية، فقبل حوالي أسبوع كان هناك لقاء جمع بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الايراني حسين أمير عبد اللهيان، تبع الزيارة المميزة للسفير الايراني إلى السفير بخاري.

إنطلاقاً من هذه المعطيات والتطورات، لعب السفير بخاري دور “كاسحة الألغام” و”مشغل” محركات عمل اللجنة الخماسية، إنطلاقاً من حرص المملكة على الاستقرار في لبنان وعلى إنتاج الحل الرئاسي، لأن بقاءه في الفراغ سوف يؤدي إلى الفوضى. وما يزيد من الثقة بدور السعودية، التحول الكبير في أدائها على الساحة اللبنانية من خلال الانفتاح الواسع على مختلف القوى السياسية والمرجعيات الروحية، وهذا ما يؤهلها للعب دور كبير وحيوي باتجاه إنجاز الحل الرئاسي اللبناني.

بناءً عليه، فإن لقاء سفراء دول اللجنة الخماسية عند بخاري، شكل إنطلاقة جديدة لعمل اللجنة في محاولة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية، من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الفراغ في منصب الرئاسة، وتبني لمرحلة إعادة بناء الدولة.

شارك المقال