سكان غزة “على حافة الهاوية” وجهود مكثفة من أجل هدنة

لبنان الكبير

تتكثّف الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، بينما تواصلت المعارك بين الطرفين والقصف الاسرائيلي على القطاع المحاصر في ظل وضع إنساني كارثي.

وتركزت الضربات الاسرائيلية خلال الليل في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث أعلن الجيش الاسرائيلي في الأيام الماضية أنه يطوّق المدينة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس” سقوط 119 قتيلاً في الضربات الاسرائيلية على القطاع بين مساء الأربعاء وصباح الخميس. وقالت إن هناك قصفاً باتجاه مستشفى ناصر في خان يونس “الذي يحاصره الاحتلال”، وإن الجيش الاسرائيلي ينفذ “اقتحامات” لمستشفى الأمل في المنطقة.

كما قصفت زوارق حربية إسرائيلية ساحل مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع حيث نزح أكثر من مليون شخص، وفق الأمم المتحدة. وقال الجيش الاسرائيلي من جهته إن قواته “قضت على عشرات الارهابيين” خلال الساعات الماضية ودمّرت منصة إطلاق صواريخ طويلة المدى في خان يونس.

وذكرت الأمم المتحدة أن 184 ألف فلسطيني تسجّلوا لطلب مساعدة إنسانية بعدما أرغموا على الفرار من غرب مدينة خان يونس.

وقال رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في الأراضي الفلسطينية ليو كان لوكالة “فرانس برس”: “ما يجري حالياً مجزرة”، مضيفاً: “ليس من الممكن اليوم في حرب لا يحقّ فيها للناس بالخروج، وحيث السكان محاصرون ولا مكان لهم يذهبون إليه، أن نقبل بقتل 150 امرأة وطفلاً في اليوم. المطلب الأول إذاً هو وقف إطلاق نار فوري وشامل”.

“حافة الهاوية”

وحذّر مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أن سكان قطاع غزة بعد حوالى أربعة أشهر من الحرب، “يموتون من الجوع” و”يُدفعون إلى حافة الهاوية”.

وأكّد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير أن قطاع غزة بات “غير صالح للعيش”، مشيراً إلى تضرّر نصف المباني فيه.

وما يزيد من معاناة السكان التهديد المحدق بعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما علّقت 13 دولة مانحة تمويلها إثر اتهام إسرائيل 12 من موظفيها بالتورط في الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول.

محادثات حول هدنة

وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “في الأيام المقبلة” إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أميركي من دون أن يحدّد الدول التي سيزورها.

في موازاة ذلك، يصل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية اليوم الخميس إلى مصر، وفق ما أفاد مصدر مقرب من “حماس”، لبحث مبادرة جديدة تمت صياغتها خلال اجتماع نهاية الأسبوع الماضي في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين من مصر وإسرائيل وقطر.

وذكر مسؤولون في “حماس” أن الحركة تدرس اقتراحاً يتألف من ثلاث مراحل، تنص الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يومياً.

وقال القيادي في “حماس” أسامة حمدان في تصريح صحافي وزعه مكتبه اليوم: “لا تزال حماس تدرس الورقة المقدّمة ولدينا ملاحظات جوهرية عليها”.

أضاف: “سنبحث عن ضمانات لالتزام العدو. وندرس مع مختلف قوى المقاومة ورقة التفاهم لبلورة ردّ موحّد سنقدمه الى الوسطاء”.

“لجنة سلام”

وتطالب “حماس” بوقف إطلاق النار بصورة كاملة كشرط مسبق لأي اتفاق، فيما تتحدث الحكومة الاسرائيلية عن هدنة في المعارك رافضة وقف عمليتها في غزة.

وتحت ضغوط عائلات الرهائن من أجل تحرير ذويهم المحتجزين في غزة ومن أعضاء حكومته الرافضين تقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرّح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء: “نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن”.

وعلى هامش الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة وقطر ومصر، اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي يؤيد علناً القضية الفلسطينية ويتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” حالياً في غزة، تشكيل “لجنة سلام مؤلفة من عدة دول” لضمان إطلاق سراح الرهائن ووضع حد للحرب.

وفي إطار تداعيات الحرب في المنطقة، أعلن اليمنيون الحوثيون المدعومون من إيران والذين يستهدفون منذ منتصف تشرين الثاني سفناً في البحر الأحمر “تضامناً” مع غزة، أنهم أطلقوا خلال الليل عدداً من الصواريخ على سفينة أميركية قالوا إنها كانت متجهة إلى موانئ إسرائيلية.

وأعلن الجيش الأميركي سلسلة عمليات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مؤكداً إسقاط أكثر من عشر مسيّرات هجومية وصواريخ وتدمير محطة تحكّم أرضية في اليمن.

شارك المقال