الكتل النيابية في شوق لعودة الحريري… وحضوره الوازن

آية المصري
آية المصري

خطف الرئيس سعد رفيق الحريري الأضواء مجدداً، فبعدما كان الاهتمام بالاستحقاقات المنسية في البلاد، جاء شهر شباط حاملاً معه الزيارة المعتادة التي يقوم بها كل عام في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

قبل 14 شباط، كثرت المطالبات من الخصوم قبل الأصدقاء بعودته وترددت عبارة “اشتقنالك دولة الرئيس”، وهذه مطالبة بديهية لأن لبنان المتنوع اشتاق فعلاً الى رجل المهمات الصعبة، رجل الاعتدال وصاحب شعار “لبنان أولاً”. السنة، والشيعة، والدروز، والمسيحيون، اشتاقوا اليه، لأنه علامة فارقة في هذا البلد وحجم بيت الحريري لا يتكرر مرتين.

وفي ضوء انتظار عودته، التي ربما ستأتي بـ”سيستم جديد” و”لوك جديد” يعود ربما من خلاله عن قرار تعليق العمل السياسي، يتواصل الحديث في الكواليس والعلن عن مهمة الحريري المقبلة، والقرار الذي سيتخذه، فهل ستكون عودته دائمة وماذا سيحمل في جعبته؟ لا سيما أن زيارته هذه أقلقت العديد خصوصاً من حاولوا جاهدين تنصيب أنفسهم زعماء للطائفة السنية وأصحاب ارث الحريري وفشلوا في ذلك. فما رأي مختلف الكتل النيابية وبعض المستقلين بهذه الزيارة والمطالبة بعودته؟

المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل أكد في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “الرئيس سعد الحريري قيمة وطنية لم تفتقد بغيابها الحضور والوزن”.

وعن ضرورة عودته الى السياسة، قال خليل: “لبنان بحاجة الى كل الطاقات فماذا لو كانت ممثلة بالحريري الذي لديه الحضور والجمهور والقوة التمثيلية؟ لن أقول اننا نرحب به لأنه صاحب البيت وسنكون سعداء في حال كان شريكاً في الحياة الوطنية في البلد”.

أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني فأشار الى أن “الرئيس الحريري يعود كل عام في هذه الذكرى ويكون قريباً من الناس وموجوداً في بيروت، ونحن نكون الى جانبه ونلتقي به”، متمنياً “أن تكون هذه العودة دائمة ويكون هناك تواصل مع لبنان أكثر، ولا نتمنى الا الخطوات الايجابية ولكن كلها تعود الى رغبته وماذا لديه من تطلعات للمستقبل ومشاريع، وفي النتيجة كل ما يمكن تقديمه للبلد من خير وايجابية كلنا بحاجة الى أن تكون سواعدنا متكاتفة مع بعضها البعض”.

وعن قرار العودة، اعتبر حاصباني أن “هذا القرار يعود اليه ويتوقف على رغبته وظروفه، وهذا خياره السياسي والشخصي، ونحترم كل الخيارات التي يقوم بها ونتمنى دائماً وجود شخصيات محبة للبنان تساعد وتساهم في اعادة البلاد الى موقعها الطبيعي”.

“نفتقد الرئيس سعد الحريري في هذه الأيام، وكل لبنان يفتقد الرجالات المخلصة وبكل ايجابية نتلقف خبر زيارته الى بيروت”، بحسب ما جاء على لسان عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن.

وقال عن المطالبة بعودته عن قرار تعليق العمل السياسي: “هذا الموضوع يحدده الرئيس الحريري وشخصية مثله وبما يمثل تفتقده الساحة اللبنانية، فهو رمز الاعتدال ومن نهج الرئيس الشهيد ومن يؤمن بالطائف، وبطبيعة الحال غيابه مؤثر وعودته مهمة ولكن قرار العودة هو من يحدده وفق ظروفه وحساباته”.

ولفت عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون الذي سبق وطالبه بالعودة، الى أن “زيارة الرئيس الحريري اصبحت تقليداً سنوياً في هذه المناسبة الوطنية الحزينة، لكن ما هو مطلوب أبعد من ذلك، وقد عبرت عنه سابقاً، وهو أن يعود وينخرط في الحياة السياسية ويأخذ مكانه في المعادلة الوطنية والذي بقي شاغراً بغيابه”، قائلاً: “بعيداً عن الاصطفافات السياسية، لا يمكن لأحد أن ينكر أن غياب الرئيس الحريري بما يمثّله على الساحة الوطنية والسنّية تحديداً، شكّل خللاً كبيراً نشعر به اليوم في أكثر من محطة وأكثرها في ما يخصّ الفراغ الرئاسي وما يتطلّبه من روح التسوية والمبادرة والليونة والشجاعة التي يتحلّى بها الرئيس الحريري، وهذا ما نفتقده كثيراً في السلوك السياسي اليوم حيث التعنّت هو الصفة الرائجة عموماً”.

ورأى عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب سليم الصايغ “أنك قد تكون مع مواقف ونهج الرئيس سعد الحريري أو ضدها في السابق، انما لا تستطيع إلا أن تعترف بأن حضوره الوازن الداخلي والخارجي مع تياره السياسي العريض لا يزال هو الأقوى في الكثير من المناطق إذا ما قرر استعادة دوره الوطني”، معرباً عن اعتقاده أن “التوازن والشراكة لا بد أن يتعززا بقوة إذا ما عاد الرئيس الحريري. كذلك وعلى الرغم من انتقادنا لخياراته الأخيرة في مرحلة ما بعد ١٤ آذار، ونزولنا إلى الشارع ضد حكومته والعهد، إلا أننا نعترف للرجل بأنه الوحيد من المنظومة الحاكمة الذي كانت له الجرأة لأخذ الدروس والعبر سريعاً والاستقالة وفيما بعد رفض السير بغير قناعاته. فإذا به يدفع منفرداً ثمن التغيير الموعود”.

“14 شباط بقدر ما هي مناسبة وطنية حزينة خسرنا فيها أهم قائد حامي للبلد هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإنه مناسبة عائلية حزينة للرئيس سعد الحريري وليس مستغرباً أن يشارك فيها بالحضور”، بحسب ما أشار النائب المستقل ايهاب مطر.

أما موضوع عودته الى العمل السياسي فاعتبر مطر أن “القرار يرجع اليه لتقديره للظروف مثلما كان قراره تعليق العمل السياسي، وبالتأكيد نرحب بعودة أي شخصية خصوصاً من كان مثل سعد الحريري يمثل نهج إعتدال واضح ولا يزال لديه جمهور مخلص له”.

ووصف النائب المستقل بلال الحشيمي زيارة الرئيس الحريري بأنها “مهمة وتحديداً في هذه الفترة”، مشدداً على أن “من الضروري تذكير الناس برفيق الحريري الذي اغتيل على أيدي الاجرام، ومع وجود محاكمة دولية لم نتوصل الى نتيجة وتم لوم بعض الأشخاص، وما زلنا في الدوامة عينها، لعل هذه الفكرة تدفع الناس الى التفكير بأن هذا البلد بحاجة الى الاستقرار الامني”. أضاف: “مجيء الرئيس الحريري للتذكير بأن هناك شخصاً بعد اتفاق الطائف الذي أعقب حرباً أهلية طويلة بمساعدة المملكة العربية السعودية التي كان لها فضل كبير جداً، أعاد لبنان الى الخريطة العالمية وأعاد اعماره ومن الناحية التربوية أعاد اعمار البلاد من خلال تعليمه 30 ألف طالب بغض النظر عن الانتماء والطائفة، وواجب علينا جميعاً أن نستذكره”.

وأكد الحشيمي أن “الرئيس الحريري لديه ناسه وأحباؤه والناس تأمل خيراً فيه، خصوصاً وأنه ابن الشهيد الكبير رفيق الحريري، وننتظر الجو الذي سيأتي به الى لبنان، فلديه بصمة في البلد وقسم كبير من الشعب يريده، حتى التيار الوطني الحر الذي هو السبب الأساس في وصول الرئيس الحريري الى ما وصل اليه ومع ذلك يريد عودته، لأنه تعاطى مع الأمور بالتعاون مع الجميع لانقاذ البلد لكنه قوبل بمن يتآمر عليه”.

اذاً، الشوق يغالب على كل من عرّف الرئيس سعد الحريري، والأمل به وبعودته كبير جداً، واللقاء سيكون في ذكرى 14 شباط، فأهلاً وسهلاً بك دولة الرئيس.

شارك المقال