عودة سعد الحريري… مطلب إقليمي دولي

حسين زياد منصور

يبدو أن بيان وزارة الخارجية الروسية عن اللقاء الذي جمع الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاص للرئيس سعد الحريري، جورج شعبان، أثار بلبلة وتساؤلات في الأوساط السياسية. البيان الروسي صدر قبل أيام من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي ستكون السبب في عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان لإحيائها وزيارة ضريح والده، من دون نسيان أوضاع الاقليم والنتائج المترتبة على حرب غزة والتسويات المنتظرة.

جزء من التسوية القادمة

وفي معلومات موقع “لبنان الكبير” فان الروس على تواصل دائم مع فريق الرئيس الحريري، واللقاء الذي حصل ليس الأول، ولكن ليس في كل مرة يصدر بيان.

اللقاء هذه المرة كان قائماً على تبادل وجهات النظر، والبيان الذي صدر نتيجة الأوضاع الجديدة التي تحصل في المنطقة وتداعيات حرب غزة.

وفي المعلومات أيضاً، الروس يعتبرون أن ما بعد غزة سيكون هناك وضع جديد، وتسوية جديدة، والجميع يجب أن يكون جاهزاً لها لأن أجواء جديدة ستسود وهناك محادثات جديدة تحصل بين الدول لفترة ما بعد الحرب.

وبنظر الروس فان لبنان سيكون ضمن الحل. والحل في لبنان يجب أن يكون سلة كاملة، وهذا رأيهم دائماً بوجوب أن يكون التفاهم في لبنان شاملاً كل المناصب والمراكز، من رئيس جمهورية وحكومة… وفق مبدأ التوافقية، أي أن الحل بنظرهم في تفاهم اللبنانيين بين بعضهم البعض من دون أي تدخل خارجي يعوق هذا التفاهم.

تسعى روسيا الى منع توسع الحرب على لبنان وسوريا فهما منطقتان تهمانها، وهي على تواصل دائم مع بقية دول المنطقة من إيران وإسرائيل لمنع تطور الحرب، الى جانب موقفها منها وهو ضرورة الاسراع في وقف إطلاق النار مع حل الدولتين.

وفي ما يخص الرئيس سعد الحريري وفق المعطيات أيضاً، الجميع وجد وفهم أن الطائفة السنية في لبنان مشرذمة، وبعد سنتين من تعليقه عمله السياسي لم يتم إيجاد البديل والطائفة لا تزال مشرذمة. فروسيا وبعد المشاورات واللقاءات التي تعقدها مع الأطراف والقوى الاقليمية والدولية أكدت أن عودة الحريري ضرورية لبيروت ودوره أساسي في التسوية والتوافق بين الأطراف، كما كان خلال فترة وجوده في لبنان من قبل حيث كانت له مبادرات كثيرة لحل الأمور.

لذلك تعتبر روسيا وجود الحريري ضرورياً ولا بديل عنه، ودائماً كان هذا كلامها وكلام العديد من الأطراف الأخرى.

وتشير المعطيات أيضاً الى وجود توجه واقتناع لدى عدد من الدول في المنطقة بأن لا بديل عن الرئيس الحريري، وأن الطائفة السنية كباقي الطوائف في لبنان يجب أن يكون هناك ممثل عنها يتكلم باسمها أثناء التسويات وحل الأمور، فضلاً عن معلومات بوجود خوف من اتجاه الطائفة صوب التطرف وذلك بعد استغلال بعض القوى حرب غزة للسيطرة عليها.

العودة ضرورية

وتؤكد مصادر مطلعة في حديث لـ “لبنان الكبير” أن الحريرية السياسية معروفة منذ تزعمها الطائفة السنية وأثبتت أنها رمز الاعتدال.

وترى أن عودة الحريري ضرورية خصوصاً وأن هناك محاولات تعرض لجماعته، لذلك عليه أن يكون موجوداً في لبنان وقريباً من جماهيره وناسه وتياره وطائفته، وهذا الوجود سيكون قبل عودته الى الحياة السياسية.

وعن زيارة الرئيس الحريري في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد، تشير المصادر الى أن “عودة الحريري ستكون أطول وسيفتح بيت الوسط لكل الناس كي ترى الرئيس وتتواصل معه، فالتواصل مع الناس هو أهم بالنسبة اليه من التواصل مع السياسيين”، مشددة على أن “لا بديل عن الحريري في الساحة، حتى أخصامه يطالبونه بالعودة فغيابه ترك أثراً كبيراً”.

وتلفت المصادر الى أن “من يتابع الواقع السياسي في البلد يجد أن خط الرئيس الحريري وفريقه لا يمكن أن يكون بمعزل عن أي تسويات يمكن أن تحصل. ومن الطبيعي أن تلحظ الدول الاقليمية الفراغ الذي تركه تعليق الحريري عمله السياسي، فلا أحد تمكن من ملء الفراغ الذي تركه من جهة، وأنه الوحيد القادر على المضي في مشروع بناء الدولة وحماية مؤسساتها من جهة أخرى”.

شارك المقال