محادثات الوفد النيابي في واشنطن… الرئاسة والحدود والودائع

محمد شمس الدين

على مدى 4 أيام، جال الوفد النيابي اللبناني في العاصمة الأميركية واشنطن على المؤسسات والمسؤولين، والتقى المستشار الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين. وأشارت مصادر الوفد الذي ضم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنواب نعمة إفرام وياسين ياسين وآلان عون وأسعد درغام، إلى أن الحديث مع المستشار الأميركي تمحور حول صعوبة “الاتفاق على النقاط الحدودية المختلف عليها بين لبنان واسرائيل، في ظل الحرب وعدم تطبيق الـ 1701″، موضحة أنه تم خلال اللقاء التأكيد أن كل شيء مرتبط بانتخاب رئيس للجمهورية، و”الخماسية” لن تتمكن من تحقيق خرق في هذا الملف من دون إرادة اللبنانيين.

وقالت المصادر لموقع “لبنان الكبير”: “ان الوفد سأل هوكشتاين إن كان سيزور لبنان بعد اسرائيل ولكنه لم يتلق جواباً، إلا أنه أكد أن موضوع الحدود البرية والخط الأزرق لا يزال ضمن أولويات الادارة الاميركية، وموضوع غزة هو الموضوع الأساسي، ووقف النار بهدنة تمتد الى 45 يوماً حتى الوصول الى حل ووقف كامل للنار، هكذا كانت النوايا المبطنة وليست 45 يوماً بل الهدف استمراريتها”. وشدد هوكشتاين على أن 7 تشرين الأول شكل “أزمة للادارة الأميركية والاسرائيلية وكان ضربة تلقتها اسرائيل وجعلها تتصرف بطريقة مجنونة”.

أما عن بقية وقائع الزيارة، فتحدث النائب ياسين لموقع “لبنان الكبير” عما جرى خلالها، قائلاً: “هذه الزيارة الثانية للفريق نفسه، لقد زرنا مؤسسات مالية مثل اللبنانية الأميركية ووزارة الخارجية والأمن القومي، وكذلك زرنا مؤسسات تهتم بالمساعدات للبنان، مثل US-Aid والبنك الدولي، وكانت هناك ثلاث نقاط أساسية على الأجندة، استمرارية الدعم للجيش اللبناني وعدم تقليص المساعدات خصوصاً في هذه المرحلة لا سيما أن الـ1701 موضوع مثير للاهتمام بالنسبة الى الأميركيين، والجيش اللبناني شريك أساسي في المنطقة وهو من أفضل الجيوش العربية بغض النظر عن السياسة وتدخلها في المؤسسة العسكرية الذي يخفف من انتاجيتها، وعلينا كبرلمانيين أن نساهم في تعزيز السيادة والاستقلال لتعزيز هذه المؤسسة أكثر، تحديداً أن اليوم هو أكثر وقت نحتاج فيه إلى المؤسسة العسكرية واستمرارها”.

أما النقطة الثانية بحسب ياسين، فكانت الموضوع المالي، الذي ينقسم إلى “شقين، الشق المتعلق بدعم لبنان وتعزيزه من حيث المساعدات، إن كان في الطاقة أو المياه، أو في موضوع الحوكمة والحكومة الالكترونية، وهو أمر مهم جداً بالنسبة لي على الصعيد الشخصي، كونه يعزز المحاسبة والشفافية. وصودف لدى وجودي في واشنطن، صدور تقرير ديوان المحاسبة، المتعلق بملف الاتصالات، وخلص التقرير إلى وجوب متابعته لاحقاً في تقرير برلماني خاص، الأمر الذي سلط الضوء على الهيئات الرقابية في لبنان، بحيث أن هناك ما بين 14 الى 17 هيئة، كانت مغيّبة من الحكومات السابقة، أو بالأحرى المنظومة، لا تحظى بالدعم ولم يكن لها دور فاعل، وعلى الصعيد الشخصي بالاضافة إلى بعض الزملاء النواب، نعمل على تفعيل دورها”.

وكشف ياسين أن “البنك الدولي يريد مساعدتنا ولكن لبنان يعاني من عدم انتظام سياسي، في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، ولذلك حاولنا في الاجتماعات أن يتحول الدعم إلى الهيئات الرقابية، التي تعمل بامكانات متواضعة”.

وأشار إلى أن الوفد شكر US-Aid على مساعدتها لبنان، بنحو مليار و100 مليون دولار في فترة أقل من 10 سنوات، موضحاً “أننا طلبنا تنويع المساعدات أكثر، على صعيد لبنان في مختلف القطاعات، إن كان الزراعة أو الصناعات الخفيفة، أو غيرها”.

وأكد ياسين أن “الموضوع المالي أخذ حيزاً كبيراً من النقاش، خلال اللقاءات مع المؤسسات الأميركية، وجرى الحديث عن الودائع، وتم الدخول في التفاصيل، وخضنا في طرح الحلول، وأبرزها كان شراء السندات التي ليست عليها فوائد، ممكن من أميركا أو خارجها، وممكن من الدول العربية، والتي يمكن شراؤها بسعر 30% من قيمتها، واليوم هو أفضل وقت للاقدام على هذه الخطوة، لأن سعر الفائدة مرتفع جداً وكل التوقعات الاقتصادية تقول انه سينخفض، ما يضاعف سعر هذه السندات، وقد ناقش هذا الأمر بعض النواب مع حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري”.

أضاف ياسين: “على هامش اللقاءات تحدثنا عن التحقيقات الخاصة بمؤامرة البونزي التي قام بها مادوف، الذي سلب حوالي 20 مليار دولار منذ حوالي 10 سنوات، وكانوا مستثمرين وليسوا مودعين، ومن خلال دولة القانون والمؤسسات تمت إعادة 80% من الاستثمار، وأريد أن أركز على أنها استثمارات وليست ودائع، والخبير الذي ناقشته، وهو يوناني، قال لي ان المشكلة في لبنان هي عدم وجود القضاء العادل لاعادة الودائع، وبرأيه في دولة لا قانون فيها من الصعب أن نحاسب، وهو استطاع أن يتعقب الأموال، وحاسب المسؤولين وأعاد 80% منها إلى المستثمرين، أما في لبنان فإن هيمنة السياسيين على الدولة والقضاء تصعّب هذا الأمر، ودورنا أن ندرس السيناريوهات الممكنة للوصول إلى الهدف للناس التي أودعت أموالها، ونقاتل من أجلها، لأننا اذا تحدثنا بطريقة أخرى مثل تخبزوا بالأفراح، نكون نغطي الفاسدين الذين سرقوا هذه الأموال”.

وأشار ياسين إلى أن الوفد سأل المؤسسات عن طرق اجراءات المحاسبة، فكانت الاجابة أنهم يستطيعون توقيف “السويفت”، وأجاب ياسين: “أنتم تطلبون منا أخذ اجراءات من دولة ليست لديها السيطرة على السويفت، بينما أنتم لديكم، ونحن بحاجة إلى أذرع ممتدة كهذه يمكنها المساعدة”.

وشدد ياسين على أن كل شي يعود الى الاصلاح السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، إن كان بمساعدات الجيش، القضاء المستقل، الودائع، أو بعدم جر لبنان إلى حرب، كلها مرتبطة بانتخاب رئيس، معتبراً أن “كلاً من القوى السياسية تسلق شجرة التصعيد ولا يستطيع النزول”.

ومن جهة الحرب في غزة، أكد ياسين أن الوفد لمس جدية أميركية بعدم توسعتها، تحديداً في لبنان، لأن “انزلاق لبنان إلى الحرب قد يشعل المنطقة كلها، ونحن شددنا على ضرورة وضع حد لاسرائيل”.

شارك المقال