الوضع الانساني يزداد سوءاً في رفح وبلينكن يواصل مساعيه لوقف النار 

لبنان الكبير

يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته في الشرق الأوسط سعياً للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة التي تقترب من دخول شهرها الخامس.

وبعدما بدأ الاثنين في السعودية جولته الخامسة في المنطقة منذ اندلاع الحرب، وصل بلينكن اليوم الثلاثاء إلى مصر قبل التوجه مساء إلى قطر، الدولتين اللتين تقومان مع واشنطن بجهود وساطة من أجل الهدنة، على أن يتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.

وفي موازاة المساعي الديبلوماسية والمحادثات، يتواصل القصف الاسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس” سقوط 107 قتلى منذ مساء الاثنين، مشيرة إلى ضربات جوية وقصف مدفعي في منطقتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه يخوض “معارك عن قرب” في خان يونس، فيما أكدت مصادر في “كتائب عز الدين القسام” أن المعارك تتركز في مناطق البطن السمين وحي الأمل وقيزان النجار في خان يونس.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الثلاثاء إن الجيش الاسرائيلي قام بإجلاء حوالي ثمانية آلاف نازح من “مستشفى الأمل” ومقرّ الجمعية في خان يونس. وبقي في المستشفى الذي تطوقه القوات الاسرائيلية “40 نازحاً من كبار السن إضافة إلى حوالي 80 مريضاً وجريحاً و100 من الطواقم الادارية والطبية، وحياتهم مهددة بخطر الموت في ظل استمرار الحصار”.

وأشار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين الى أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار المتحدّر من خان يونس “أصبح الآن إرهابياً فارّاً” و”ينتقل من مخبأ إلى آخر” وهو “غير قادر على التواصل” مع أوساطه.

“تدمير رفح”

واستهدفت الضربات الاسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1,3 ملايين نازح وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

وقال رائد البرديني البالغ 32 عاماً النازح من حي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة الى رفح: “كل يوم (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو يهدد باجتياح رفح ويتذرع بوجود حماس، الهدف تدمير رفح لأنها المنطقة الوحيدة التي لم يدمرها الاحتلال حتى الآن”.

وأضاف: “الاحتلال يسعى لتهجيرنا الى سيناء… نحن نزحنا من غزة الى النصيرات وخان يونس وحالياً في رفح. معي زوجتي وعندي أربعة أطفال، أين نذهب اذا اقتحموا رفح؟”.

وأكدت ريهام شراب البالغة 21 عاماً والتي فرت من خان يونس ولجأت إلى رفح مع والدتها وشقيقاتها الثلاث، “لدينا خوف وقلق كبير إذا هجموا على رفح، أتوقع في أي لحظة هجوماً برياً ومجازر في رفح”. وتساءلت “أين يهاجر الناس؟ لم يبقِ الاحتلال لنا خياراً إلا الموت أو التهجير، قتلوا الأطفال والعائلات ودمروا بيوتنا وشوارعنا ومدننا”، معتبرة أن “قطاع غزة أصبح غير صالح للحياة”.

وتقدّم الجيش الاسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي جنوباً باتّجاه المدينة الحدودية، محذّراً من أنّ قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية الى “القضاء” على “حماس”.

الهدنة 

ويناقش بلينكن خلال جولته الجديدة في المنطقة مقترح هدنة أعدّ خلال اجتماع في أواخر كانون الثاني في باريس بين رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية وليام برنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين، ولم توافق عليه بعد لا إسرائيل ولا “حماس”.

وأفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.

إلا أن “حماس” أعلنت أنها لم تتخذ أي قرار بشأن المقترح، وتطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة. وتشدّد إسرائيل في المقابل على أنها لن توقف نهائياً حربها على غزة إلا بعد “القضاء” على حركة “حماس” وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.

وصرح نتانياهو الاثنين بأن “حماس لديها مطالب لن نقبل بها”.

ليتران من الماء 

وسيشدد بلينكن في إسرائيل على ضرورة “الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الانسانية” في القطاع المحاصر الذي يواجه أزمة إنسانية كبرى.

وأعلن الجيش الأردني اليوم الثلاثاء أن الأردن وهولندا ألقتا مساعدات إنسانية وإغاثية على قطاع غزة، وهي العملية الأردنية الثامنة من نوعها منذ بدء الحرب.

ويزداد الوضع الانساني شدة في منطقة رفح حيث بات يتكدس نصف سكان القطاع، فيما ينضم إليهم آلاف النازحين الجدد يومياً

وأعلنت الأمم المتحدة أن الوافدين الجدد إلى رفح لا يحصلون إلا على ليتر ونصف إلى ليترين من الماء يومياً لكل شخص للشرب والطهي وللنظافة الشخصية، محذرة من أن حالات الاسهال المزمن لدى الأطفال تزداد بصورة سريعة.

ويركّز التحرك الديبلوماسي أيضاً على منع توسع التصعيد في المنطقة، مع ازدياد الهجمات التي تشنّها مجموعات مدعومة من إيران تضامناً مع “حماس” ضد إسرائيل وحلفائها، ما دفع الولايات المتحدة الى تنفيذ ضربات مضادّة.

ونفّذت الولايات المتّحدة الأسبوع الماضي ضربات على 85 هدفاً في أربعة مواقع في سوريا وثلاثة مواقع أخرى في العراق استهدفت بحسب واشنطن مواقع للحرس الثوري الإيراني ولفصائل مسلّحة موالية لطهران.

وأعلن الحوثيون في اليمن الثلاثاء شنّ هجومين بالصواريخ على سفينتين بريطانية وأميركية في البحر الأحمر، وذلك بعيد إعلان شركة “أمبري” للأمن البحري تعرّض سفينة شحن تملكها شركة بريطانية لأضرار طفيفة بعد إصابتها بقذيفة أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن.

شارك المقال