أفكار فرنسية بمحتوى إسرائيلي: “تحرير” اليونيفيل لا شبعا

رواند بو ضرغم

في زحمة الموفدين الدوليين الى لبنان، تبقى زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه هي الأكثر أهمية بين سلفه البريطاني دايفيد كاميرون وخلفه الايراني حسين أمير عبد اللهيان، إذ حضر سيغورنيه الى بيروت بعد زيارته تل أبيب، وقالت معلومات موقع “لبنان الكبير” إنه سلم الجانب اللبناني ورقة أفكار تتضمن المطالب الاسرائيلية التقليدية، ولكنها للمرة الأولى تأتي على شكل ورقة محددة المعالم، على الرغم من أنها غير مكتملة لأنها خُطّت بقلم فرنسي بعد مشاورات له مع الاسرائيليين.

مصدر قيادي رفيع المستوى أكد لموقع “لبنان الكبير” أن الجواب اللبناني وصل الى الفرنسيين، وتحديداً في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة بواسطة مبعوث رسمي، وأن من الصعوبة أن يمضي لبنان بمثل هذه الصيغة المقدمة، لأنها تتضمن مجموعة مطالب تنسف في جوهرها القرار الدولي ١٧٠١، وسمع المبعوث الرسمي كلاماً واضحاً من الجانب اللبناني المتمثل برئيس مجلس النواب نبيه بري أن الموقف اللبناني الرسمي متمسك بالقرار ١٧٠١، وليست هناك أي نية بابتداع اجراءات أو ترتيبات جديدة عليه تغيّر مضمون هذا القرار الدولي.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” قُرئ من الأفكار الفرنسية أن إسرائيل لن ترتدع عن خروقها الجوية والبحرية، ولا نية عندها بتحرير مزارع شبعا وتسهيل المفاوضات البرية غير المباشرة، وهي تطرح عبر الوسيط الفرنسي بعض الترتيبات الجديدة منها جعل منطقة جنوب الليطاني منطقة عازلة وإبعاد قوة “الرضوان” الى شمالي الليطاني. كما أن الفرنسي نقل الأفكار الاسرائيلية بتعديل عمل قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” بتحريرها وجعل تحركاتها في منطقة الجنوب غير منسقة مع أي من الجهات اللبنانية الرسمية أو مع “حزب الله”، ولكن من غير ذكر الفصل السابع، وهذا ما رفض بعضه الجانب اللبناني وتحفظ عن بعضه الآخر، لذلك فإن الجواب اللبناني وفق مصدر سياسي رفيع المستوى غير سلبي ولكن عليه الكثير من الملاحظات، يبدأ النقاش الجدي فيه ما بعد انتهاء الحرب على غزة.

هذه المساعي الدولية ستتفاعل وستبقى مستمرة، والموقف اللبناني واضح راهناً، وهو عنوان بجزءين: وقف الحرب على غزة، وتطبيق القرار الدولي ١٧٠١ من الجانبين.

أما زيارة وزير الخارجية الايراني فلم تخرج عن إطار المتابعة واستطلاع آفاق ما بعد الحرب وتأكيد الحرص على عدم توسعة الحرب، ولكن مع الإبقاء على قاعدة الضغط باتجاه انهاء العدوان على غزة، وهذا يعني أن الموقف الايراني لا يزال على حاله بعدم فصل لبنان عن أحداث غزة، ولكن المسار اتخذ الوجهة الأكثر هدوءاً، بالاصرار على عدم التصعيد.

وعليه، تترقب الجهات الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الايرانية الوجهة الاسرائيلية، على الرغم من أن مسار المفاوضات لا يزال مستمراً والارادة الدولية واضحة بعدم التصعيد. أما تصعيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باتجاه رفح فتقرأه المصادر المطلعة على الحراك الديبلوماسي كنوع من المكابرة، وسعي من نتنياهو الى خلق معركة جديدة قد تنقذه أو تمدّه بالمزيد من الوقت في الحياة السياسية بانتظار أي متغيرات قد تنهي التسوية الاقليمية.

شارك المقال