ضغوط دولية للتوصل الى اتفاق هدنة وجولة محادثات جديدة في القاهرة

لبنان الكبير

تتزايد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة “حماس” يتضمن إطلاق سراح رهائن جدد، بعد إعلان إسرائيل عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة. ومن المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى القاهرة اليوم لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة قطرية، يتعلق خصوصاً بإلافراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وفق مصادر مطلعة على التطورات.

وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الاسرائيلي “بالتحضير” لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث نزح أكثر من 1,3 مليون فلسطيني وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

وتعهد نتنياهو الاثنين بمواصلة الهجوم العسكري بالقول: “وحده الضغط العسكري المتواصل حتى النصر الكامل سيؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن”.

وقبل ذلك بساعات، أعلنت إسرائيل أنّها تمكّنت من تحرير رهينتَين يحملان الجنسيتين الاسرائيلية والأرجنتينية كانا محتجزين في قطاع غزة، خلال عمليّة ليليّة في رفح، رافقتها ضربات أودت بحياة مئة شخص، على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”. 

وأعلن الجيش الاسرائيلي اليوم مقتل ثلاثة جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في 27 تشرين الأول إلى 232 جندياً، في حين بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا 28473 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة.

وضع إنساني “لا يطاق”

وتعارض الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لاسرائيل، شن عملية واسعة النطاق من دون ضمان سلامة المدنيين العالقين على الحدود المغلقة مع مصر في أقصى جنوب القطاع.

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن مجدّداً إسرائيل على وجوب وضع “خطّة ذات صدقيّة وقابلة للتنفيذ” لحماية المدنيين في أيّ هجوم على رفح، خلال اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض.

كما شكر الأردن على تقديم المساعدات الانسانية لغزة، مشيراً على وجه الخصوص إلى دفعة ألقيت “قبل أيام قليلة” عندما استقل الملك عبد الله “الطائرة بنفسه وساعد في إنزال الامدادات الطبية العاجلة من الجو إلى غزة”.

أما الملك عبد الله فدعا إلى “وقف إطلاق نار مستدام وفوري” في غزة، مؤكداً أنّ العالم “لا يمكنه تحمّل (عواقب) هجوم إسرائيلي” على رفح حيث الوضع “أصلاً لا يطاق”.

وأشار بايدن الذي لا يزال يرفض التحدّث حالياً عن وقف دائم لإطلاق النار، إلى أن “الولايات المتحدة تعمل من أجل التوصل الى اتفاق للإفراج عن الرهائن بين إسرائيل وحماس يسفر فوراً عن فترة تهدئة في غزة لستة أسابيع على الأقل”.

وحضّت الصين إسرائيل اليوم الثلاثاء على وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح “في أقرب وقت ممكن”، محذّرة من “كارثة إنسانية” في حال تواصل القتال.

كما حذر وزير خارجية النروج اسبن بارت ايدي من مغبة شن هجوم عسكري اسرائيلي بالقول في منشور على موقع “إكس”: “أكرر بشدة تحذيري من القيام بعملية برية في رفح. لم تعد هناك أي أماكن آمنة في غزة”.

وأشار الى أن “العملية البرية ستؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل وتجعل الدعم الانساني شبه مستحيل”، داعياً إلى “وقف دائم لإطلاق النار الآن”.

إلى القمر؟

وأمام المخاوف الدولية من هجوم عسكري واسع النطاق، أعلن نتنياهو الأحد أن إسرائيل ستفتح “ممراً آمناً” يمكن السكان من مغادرة رفح، من دون أن يحدد الوجهة.

وانتقد كبير ديبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات نتنياهو بشأن إجلاء الفلسطينيين من رفح، متسائلاً “سيتم إجلاؤهم… إلى أين؟ إلى القمر؟”.

أمّا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك فقال الاثنين إنّ الأمم المتحدة لن تشارك في عملية “التهجير القسري للسكان” في رفح.

ومن المتوقع أيضاً أن يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دبي اليوم وإلى القاهرة الأربعاء.

وحذرت “حماس” الأحد من أن الهجوم على رفح من شأنه أن “ينسف” أي اتفاق بشأن الرهائن. ورفح التي تحولت إلى مخيم ضخم، هي آخر مدينة في القطاع لم ينفّذ فيها الجيش الاسرائيلي بعد هجوماً برياً، كما أنها نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الانسانية الشحيحة التي لا تكفي لتلبية احتياجات السكان المهددين في ظل البرد بالمجاعة والأوبئة، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة.

شارك المقال