مطر الوفاء في 14 شباط… تمهيد لمرحلة جديدة

محمد شمس الدين

بعد سنتين على تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي، حلت ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الـ 19، وهذا العام أخذت طابعاً شعبياً ورسمياً أكبر من ذي قبل، بحيث أجمعت الغالبية اللبنانية عموماً، والسنية خصوصاً، على وجوب عودة “السعد” عن الاعتكاف السياسي، وضرورة وجود تيار “المستقبل” في المعادلة السياسية والوطنية.

لم يثنِ المطر الجمهور الأزرق عن الزحف الى الضريح، ومن بعده “بيت الوسط”، بهتافات مؤيدة للحريرية ومطالبة بعودة الزعيم سعد. وقرأ الجمهور في اشتداد المطر فور مسح الرئيس سعد الحريري وجهه بعد قراءة الفاتحة عن روح والده وأرواح رفاقه الشهداء، رسالة عاطفية واعتبر أن السماء تفاعلت مع سعد الانسان وزعلت لزعله، فيما البعض الآخر رأى أن السماء لطالما بكت على المظلومين والرئيس الحريري ظلم كثيراً من هذا البلد، وآخرون اعتبروها اشارة متزامنة مع المطالبة بعودته عن تعليق العمل السياسي، بمعنى أنه سيعود ولكن يجب على الطبقة السياسية أن تطهر نفسها من الأسباب التي أدت إلى اعتكافه كي يقبل بالعودة.

بغض النظر عن القراءات المختلفة، ولكن من دون شك مشهد عشرات الآلاف يقفون تحت المطر الغزير أعاد الجماهير بالذاكرة إلى الجملة التي قالها الرئيس الحريري منذ نحو عقد من الزمن: “تحت الشتا ومليون ونص… كيف لو شمست؟”.

المحبون المتجمهرون أثبتوا أن سعد الحريري هو الوريث الوحيد للحريرية السياسية، والزعيم الأوحد للسنة، ويقول أحدهم: “راح المال والسلطة وراح معهما المتسلقون وبقي الأوفياء، الذين تعيش بوجدانهم، ويعتبرون الأمل والخلاص لبلدهم، وهذا هو الجمهور الذي احتشد في وسط بيروت وبيت الوسط، المتلهف فقط لرؤية السعد”.

بالتأكيد المشهد أمس لم يكن ولن يكون عادياً، وإن لم يعد الرئيس الحريري اليوم، إلا أنه تمهيد لمرحلة جديدة سيكون متصدراً فيها وما على المحبين الا الانتظار قليلا.

شارك المقال