بعد المجازر الاسرائيلية… الجبهة الجنوبية في حالة حرب اللاحرب

محمد شمس الدين

في الأيام الأخيرة شهد الميدان الجنوبي تصعيداً كبيراً من العدو الاسرائيلي، مجزرة في بلدة الصوانة، لحقتها مجزرة في النبطية، اعتبرهما رداً على العملية النوعية التي استهدفت صفد المحتلة ولم يتبناها أحد، بينما أشار إلى أنه كان يستهدف قياديين في المقاومة في ضربة النبطية، إلا أن النتيجة كانت واحدة، مجزرة بحق المدنيين، وبالتالي يكون العدو خرق قواعد الاشتباك، في مشاهد ذكرت اللبنانيين بعدوان “عناقيد الغضب” وحرب تموز، ما ينذر بتصعيد كبير في الجبهة الجنوبية في حال ردت المقاومة على الاعتداءات، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة.

الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله تطرق إلى الأمر في خطابه أمس قائلاً: “عندما يصل الأمر الى المدنيين فهذا موضوع له حساسية خاصة، الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل في الجبهة وتصعيده”.

وأشار إلى “أننا ضربنا الثكنة العسكرية التابعة لكريات شمونة بفلق والكاتيوشا وقلنا هذا رد أولي، نساؤنا وأطفالنا الذين قتلوا في الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكهم للدماء دماء، دعوني لا أفصل ولا أحدد وأتركها للميدان والمجاهدين، وسيرى أن ثمن الدماء دماء وليس مواقع”.

وما ان انتهى خطاب نصر الله، حتى أفيد أن حركة “أمل” استهدفت مواقع الضهيرة وعرب العرامشة وحانيتا الاسرائيلية بالأسلحة الصاروخية وحققت إصابات مباشرة، وذلك رداً على المجازر الاسرائيلية، ويبدو أن الرد سيكون على مراحل عدة من “حزب الله” و”أمل”، فهل يؤدي إلى حرب؟

مصادر قيادية في المقاومة قالت لموقع “لبنان الكبير”: “من جهتنا لا نريد حرباً شاملة، نحن نرد على الاعتداءات الاسرائيلية، وإذا أراد الاسرائيلي حرباً، فالمقاومة جاهزة، ولكن لن تكون هي البادئة، فإن أسس وجود المقاومة هي الدفاع، ورد فعل ضد عدو، وهذا الأمر كررته قيادات الفصائل المقاومة عدة مرات، وأكدت أنها في موقع دفاعي لرد العدوان الاسرائيلي”.

وأكدت المصادر “لا يمكن السكوت على المجازر الاسرائيلية، ولا يمكن ترك العدو يحدد قواعد الاشتباك وإلا ستختل موازين القوى، واليوم الكلمة هي لتوازن الرعب”.

وعن احتمال أن يؤدي الرد على العدو إلى حرب مفتوحة، استبعدت المصادر “أن تشن اسرائيل حرباً في هذا الوضع، فهي لا يمكنها الانتصار في جنوب لبنان حتماً، وكل التهديدات التي يطلقها المسؤولون الاسرائيليون هي في سياق تسجيل النقاط السياسية والشعبية في الداخل الاسرائيلي لا أكثر، ولبنان ليس لقمة سائغة كي تشن عليه الحرب ويتلقى الضربات ساكتاً”.

أما عما يحمله المستقبل، فرأت المصادر أن الوضع سيبقى كما هو “تصعيد لا يصل إلى حرب، قد تخف وتيرة الاشتباكات أحياناً، وتتصاعد أحياناً أخرى، وسنبقى في حالة حرب اللاحرب، وقد يصعّد العدو وتصعّد في المقابل المقاومة، ولكن كما قلنا سابقاً من الصعب على اسرائيل أن تشن حرباً على لبنان، لأن تحقيق الانتصار شبه مستحيل، بل الخروج من الحرب من دون هزيمة مدوية للعدو الاسرائيلي ليس بالأمر السهل، لاسيما أن المجتمع الدولي لن يؤيد حرباً كهذه”.

شارك المقال