سعد الحريري Number 1 السنة

حسين زياد منصور

بكل تجرد وموضوعية، اثبت الرئيس سعد الحريري في 14 شباط الجديد أنه الزعيم السني والوطني الأول بلا منازع.

من كان بين الجموع الغفيرة عند ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذلك اليوم، يعلم أن اللبنانيين وخصوصاً السنة قدموا من كل حدب وصوب ليطلبوا من الرئيس الحريري أن يعود الى لبنان ويتراجع عن قراره الذي اتخذه منذ سنتين بتعليق العمل السياسي.

بعيداً عمن حضر من بيروت، وخصوصاً من الطريق الجديدة، كان الحضور بارزاً وكبيراً من البقاع بأقضيته كافة، الى الشمال اللبناني وتحديداً من عكار، ومن الجنوب الذي يصارع العدو الاسرائيلي حضر من نزحوا وأجبروا على ترك منازلهم بفعل الاجرام المتواصل، من دون أن ننسى الحضور اللافت من جبل لبنان والشوف، ولا سيما من إقليم الخروب.

الحضور السني كان لافتاً جداً، ليقول للحريري أنت ممثلنا الأول والوحيد، وبحسب مصادر ومتابعين، فهذا الحضور لم يقتصر على سنة “14 آذار” وحسب، بل تجاوز هذا المنطق بوجود من انحازوا الى صف “8 آذار” أيضاً، أو على الأقل من سلكوا طريقاً مغايراً لنهج الحريري.

وتعتبر المصادر أيضاً أن هذه “التكويعة” لسنة “8 آذار” أو لبعض منهم، دليل على أن ما تركه الحريري خلال عامين من تعليقه العمل السياسي، أصاب السنة جميعاً، وليس من كانوا ضمن رايته فقط، لم يعد لهم نواب في البرلمان أو وزراء في الحكومة أو ممثل عنهم يتكلم باسمهم.

وتشير الى أن “كل ذلك له دلالات، منذ نتائج الانتخابات النيابية الماضية، لاحظنا التشتت السني، فالمعادلة التي تم التوصل اليها في اليوم الأول لإعلان النتائج، ليس هناك سعد الحريري يعني لا ممثل عن السنة. فاليوم عند الجلوس الى طاولة حوار، معروف من يمثل المسيحيين وكذلك الأمر بالنسبة الى الشيعة والدروز وبقية الفرقاء اللبنانيين، لكن مع من يجب أن نتحدث من الزعماء لمخاطبة أهل السنة؟”.

إذاً منذ 14 شباط، الحقبة الجديدة، الحريري الزعيم الوطني السني الأول في لبنان، أي أنه number 1 السنة، والحضور في ساحة الشهداء تكليف شعبي له للعودة الى مكانه الطبيعي في زعامة الطائفة، هذه الزعامة التي ورثها من والده الرئيس الشهيد، الذي كان زعيماً وطنياً سنياً، وقائداً عربياً أيضاً. فهو الرجل الوحيد الذي جمع السنة تحت عباءته منذ عودته الى لبنان، بعد فشل بروز قائد لهم خلال السنوات التي تلت الاستقلال والحرب الأهلية، الى حين مجيئه ووقف الحرب والبدء بإعادة بناء الدولة، حيث كان له وللسنة طبعاً الدور الأبرز في استقامة لبنان.

حتى بعد اغتيال الحريري الأب، السنة كانوا رأس الحربة في اخراج القوات السورية من لبنان، و”قبع” ما تبقى من نظام الوصاية. فاغتيال “رفيق الوطن”، كان اغتيالاً لسنة الاعتدال ومحاولة لابعادهم واقصائهم عن المشهد السياسي اللبناني.

بالمختصر، الحريري أثبت بالطوفان الشعبي في ساحة الشهداء وعند ضريح والده الشهيد تربعه على عرش الزعامة السنية الوطنية، وفي “سنوات الضياع” (فترة تعليق الحريري عمله السياسي)، تبين أن السنة هم فاكهة السياسة اللبنانية، ومن دونهم ومن يمثلهم “البلد ما بيمشي”.

شارك المقال