أين أهداف “الحزب” في صفوف العدو؟

فاطمة البسام

سؤال يتردد على أذهاننا عند كل عملية ينفذها “حزب الله” ضد الأهداف الاسرائيلية في الجهة المقابلة من سياجنا الحدودي، أين الخسائر؟ في الوقت الذي تعج فيه نشرات الأخبار بصور الخراب، والضحايا، لا أحد ينقل الصورة من المقلب الآخر.

هل أصابت الضربات الهدف؟ ما حجم الخسائر؟ كم عدد الضحايا؟ تعودنا منذ بداية الحرب أن يطلعنا الاعلام الحربي التابع لـ”حزب الله”، على أبرز الانجازات التي يحققها في صفوف العدو عبر بيانات ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مستعيناً “بالأسلحة المناسبة”، ومحققاً “إصابات مباشرة”.

وفي الكثير من الأحيان يعتمد الحزب على صور من الأقمار الاصطناعية، أو الكاميرات التجسسية، من أجل تأكيد نجاح عملياته في المستوطنات أو القواعد العسكرية، من خلال فيديوهات أو صور يقوم بنشرها لاحقاً عبر وسائله.

صباح امس، أعلن “حزب الله” عن استهداف قاعدة ميرون شمال إسرائيل “بدفعة صاروخية كبيرة”، ردّاً على ‏قصف مدينة بعلبك. وأشار في بيان الى أن مقاتليه ‌‎”استهدفوا صباح اليوم (امس)، قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل ‏الجرمق بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات”، وسجل إصابات مباشرة.

من جهتها، ذكرت القناة 12 الاسرائيلية أنه “تم رصد إطلاق ما بين 30 إلى 40 صاروخاً واعتراض عدد منها”، من دون أن توضح مكان سقوط البقية.

ونقلت القناة عن طواقم نجمة داود الحمراء (الاسعاف)، أنه “لم تقع إصابات أو أضرار”.

غالباً ما يكتفي الاسرائيلي بهذا القدر من المعلومات، إذاً أين الأهداف التي حققها الحزب، في حال تم اعتراض الصواريخ بحسب الرواية الاسرائيلية؟ وهل يمكن ألا توقع ضربة بهذا الحجم إصابات؟

كيف يتعاطى الكيان مع الخسائر؟

يوضح مصدر متخصص بالشأن الاعلامي، عبر موقع “لبنان الكبير”، أن “الاعلانات في إسرائيل عن أي قتلى أو عمليات المقاومة تخضع إلى مقص الرقابة العسكرية أو منع من النشر، وهو قرار ملزم يتم بموجبه منع نشر أي معلومات عن القتلى سواء من وسائل الاعلام، أو من المؤسسات الرسمية، أو من المستوطنين، كما يمنع الاحتلال وسائل الاعلام الصهيونية من تداول ما تنشره فصائل المقاومة من مقاطع مصوّرة تظهر استهداف الجيش وتكبيده الخسائر”.

وفي العاشر من كانون الأول الماضي، يضيف، خالفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” هذه السياسة، ونشرت تقريراً صادماً عن خسائر جيش الاحتلال في الحرب على غزة، قالت فيه إن عدد الجنود الجرحى بلغ نحو 5 آلاف، من بينهم ألفان على الأقل أصبحوا في عداد المعوقين، لكن الصحيفة ما لبثت أن سحبت تقريرها، ونشرت أعداداً أقل من ذلك بكثير.

وفي اليوم نفسه، بحسب المصدر، كشفت صحيفة “هآرتس” أن ثمة فجوة كبيرة بين عدد الجنود الجرحى الذي يعلنه جيش الاحتلال، وما تظهره سجلَّات المستشفيات، مشيرةً إلى أنَّ العدد الذي أعلن عنه الجيش هو 1600 جريح، بينما تظهر القوائم التي أعلنت عنها المستشفيات أنها استقبلت 4591 جريحاً خلال الفترة نفسها.

يقول المصدر، وفي تأكيد لهذه المعلومات، ان وسائل الاعلام الصهيونية تحدثت عن خسائر فادحة تفوق هذه الأرقام بكثير، وقالت إن المستشفيات تكتظ بالجرحى من العسكريين، والمقابر تستقبل أعداداً هائلة من الجثث.

وفي المقابل، يعترف العدو مضطراً ببعض الخسائر، لطبيعة القتلى من أبناء العائلات والضباط وغيرهم، ممن لا يمكن إخفاء حقيقة مقتلهم، وكشوف المستشفيات ومراكز الجرحى والتأهيل والطب النفسي والمقابر، التي لا تستطيع أن تخفي أعداد ما يصلها من القتلى والجرحى، إضافةً إلى أن توثيق المقاومة الكثير من عملياتها ضد جيش الاحتلال، وضعت مصداقيته أمام جمهوره على المحك، لذا لا بد من الاعلان ولو عن بعض الخسائر.

شارك المقال