“التيار” يشترط ويسأل: هل يريد “الحزب” رئيساً؟

رواند بو ضرغم

“ماذا بعد؟” سؤال يطرحه النائب جبران باسيل في الاعلام ليسمعه “حزب الله” وليس من مجيب… ماذا بعد الانتصار الميداني؟ وماذا سيكون ثمن عدم انخراط “حزب الله” في الحرب وعدم توسعتها؟

من الطبيعي أن الوفد النيابي من كتلة “الوفاء للمقاومة”، الذي زار الرئيس السابق ميشال عون في الرابية، غير مخوّل إعطاء أجوبة مصيرية استراتيجية كهذه، باستثناء تأكيد الوفد النيابي أن ليس من عادة “حزب الله” الدخول في معركة مع اسرائيل من أجل كسب أوراق اقليمية أو داخلية.

بدأ “التيار الوطني الحر” يعيش “الاحباط المسيحي”، إذ إنه يرى التسوية تلوح في الأفق ولا من واقف على خاطره من حلفاء الداخل وصولاً الى مبعوثي الخارج. ويسأل مصدر قيادي مقرب من عون وباسيل عبر موقع “لبنان الكبير”: لماذا يستبعد “حزب الله” التيار عن القرار؟ إذا سيكون النظام هو الثمن السياسي، فهم ملزمون بالتنسيق معنا. وإذا سيكون تقريش الانتصار على قياس إيصال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، فيكون الثمن بخساً.

ويضيف المصدر: “إن ثمن عدم الانخراط في الحرب، لا يستطيع حزب الله أن يأخذه من دون شركائه، فهذا القرار تشاركي، وعلى الحزب أن يقاربه مع التيار الوطني. فإذا تُرجمت الهدنة في غزة هدوءاً على الحدود البرية جنوباً والتزاماً بالقرار 1701 معدلاً، فعلى حزب الله أن يفاوضنا على رئيس للجمهورية”.

لذلك يبقى باسيل على مسافة مع “حزب الله” ويرفع السقف السياسي في وجهه للوصول الى ثلاثة شروط، وفق من يلتقيه:

– أولاً: إسقاط دعم سليمان فرنجية والتفاوض معه على مرشح ثالث، لن يكون حكماً جهاد أزعور ولا العماد جوزيف عون.

ثانياً: جلسة مفتوحة بدورات متتالية لاستدراج المعارضة الى الانتخاب وعدم المقاطعة.

ثالثاً: الحوار على النظام ككل (بدءاً من اللامركزية مروراً بالصندوق الائتماني وصولاً الى الاستراتيجية الدفاعية).

لا قرار لدى “التيار الوطني الحر” بمحاربة “حزب الله” أو إعلان الطلاق الرسمي معه أو طعنه في الظهر، إنما المطلوب من الحزب وفق مصدر من التيار أن يفك ارتباطه مع حركة “أمل” ورئيسها، والتفاوض مع شريكه المسيحي على الثمن السياسي وبناء الدولة والرئيس. الا أن السؤال المصيري الذي ختم مصدر التيار حديثه به هو: هل حقاً يريد “حزب الله” رئيساً؟

وعلى الرغم من كل هذه الهواجس العونية، الا أن “لا تواصل بين المقررين في حزب الله على المستوى الاستراتيجي وبين التيار الوطني الحر”، وأي تواصل مع الأمنيين منهم -وإن كانوا من المقررين التنفيذيين على الأرض- لا يوصل الى وضع استراتيجية وبرنامج. فمهما علا صوت جبران باسيل وارتفع سقفه، الا أن صوت المدفع في الجنوب يبقى أعلى، والانتصار في الميدان هو من سيعود بالتسويات، لا المناورات الداخلية ولا التحالفات المصلحية.

شارك المقال