بائعا محارم متهمان بزرع أجهزة تعقب لقياديين في “حماس”!

فاطمة البسام

استهدف الجيش الاسرائيلي، قبل أيام، عضواً في حركة “حماس”، على طريق عام الحوش، بالقرب من مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، مستعيناً بمسيراته التي باتت تنفذ عمليات إغتيال عالية الدقة من ناحية الوصول إلى الهدف بكل سلاسة، وبأقل كلفة عسكرية.

إلاّ أن هذا الخرق، وضع العديد من علامات الاستفهام حول وجود عملاء أو مشغلين يسهلون أعمال العدو من الداخل، وهذا ليس بالأمر الجديد، خصوصاً وأن الأجهزة الأمنية ألقت منذ بداية العدوان، القبض على عدّة أشخاص بتهمة التعامل مع إسرائيل، في قضاءي صور والنبطية، في حين أعلنت الفصائل الفلسطينية، ليل أول من أمس، عن إلقاء القبض على شابين كانا يقومان ببيع المحارم في أحياء مخيم الرشيدية بعد الشكوك بتحركاتهما.

وأشارت مصادر من داخل المخيم لموقع “لبنان الكبير”، أن الشابين اعترفا بوضع جهاز تعقب في سيارة القيادي هادي علي مصطفى الذي اغتيل مؤخراً، وبالقيام بهذا العمل أكثر من مرة.

ونقلت المصادر عن المتهمين قولهما ان مشغلهما يدعى “حسن . ف.” وهو خادم مسجد في محلة المعشوق بين صور والبرج الشمالي، وقد تقاضى مبلغ مليون ليرة لبنانية من أجل زرع الجهاز.

وأوضحت مصادر أمنية أن أشخاصاً ثلاثة سلموا إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في الجنوب، التي أوقفت آخرين مقربين من خادم المسجد، الذي يحمل الجنسية اللبنانية، على ذمة التحقيق .

وأشار مصدر مقرّب من حركة “فتح”، لموقع “لبنان الكبير”، إلى أن الشابين اللذين ألقي القبض عليهما، يتجولان في المخيم منذ مدّة وتم رصد تحركاتهما، خصوصاً وأن مصطفى استهدف بعد خروجه من الرشيدية مباشرة، ما يعني أن هناك تنسيقاً على الأرض.

وليل أول من أمس، شوهدا بجانب سيارة ابن عم القيادي الذي اغتيل، وهو مسؤول في حركة “حماس” أيضاً، وهربا قبل أن يوقفهما شاب تابع لاحدى الفصائل، واعترفا بما كانا يقومان به وفق تعليمات المشغّل.

ولفت المصدر إلى أن أحدهما قاصر، وكانا على احتكاك بمصطفى، كونه كان يبتاع منهما المحارم بهدف مساعدتهما مادياً.

وأطلعنا الصحافي حسن بديوي على أجواء المخيم من الداخل، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجان وخلايا من الأهالي من كل الفصائل، من أجل التدقيق في هوية المارّة، وطلب أوراقهم الثبوتية.

وبحسب بديوي، فان الحادثة كان وقعها إيجابياً، لأنها رفعت مستوى الوعي والشعور بالمسؤولية لدى الأهالي الذين أصبحوا يبلغون المعنيين بكل حركة مريبة. ولا يستبعد أن تنتقل هذه الحملة إلى مخيمات أخرى، مثل مخيّم البص، مجمّع المعشوق وغيرها.

الى ذلك، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية والقوى الاسلامية في منطقة صور بياناً جاء فيه: “بعد عملية الاغتيال الجبانة للشهيد القسامي هادي مصطفى أبو شادي، والتي قام بها العدو الصهيوني يوم الأربعاء ١٣ آذار ٢٠٢٤م، قامت قيادة الفصائل والقوى الاسلامية بمتابعة ميدانية حثيثة وعملية رصد مستمرة، تم خلالها اجراء تحقيق أولي، بحيث تبين على إثرها ضلوع مجموعة من الدخلاء على مخيمنا بعملية الاغتيال، وقد تم تسليمهم إلى الجهات الأمنية المعنية في الدولة اللبنانية.”

شارك المقال