الفصح والفطر “بروفة” للصيف… وانعكاس الحرب مكلف اقتصادياً

حسين زياد منصور

تحل الأعياد المسيحية والاسلامية على لبنان خلال الأيام المقبلة، وهذه الفترة تنتظرها مختلف القطاعات السياحية لتحقق انتعاشها، خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية والأمنية الصعبة التي يعيشها لبنان بفعل الحرب المشتعلة على جبهة الجنوب.

“جبهة الاسناد” في الجنوب والخوف من توسع دائرة الحرب لتشمل لبنان بأكمله، حرما عدداً من المغتربين من العودة الى بلدهم، وتمضية فترة الأعياد الميلادية الى جانب أهاليهم، مع العلم أنها كانت مقبولة نوعاً ما.

اليوم مع تصاعد العمليات في الجنوب يتخوف عدد من المغتربين الذي تواصلنا معهم، إن كان في أوروبا أو أميركا أو حتى البلدان العربية، من المجيء، ويقول أحدهم لموقع “لبنان الكبير”: “كل شيء يمكن أن يحصل، ضرب المطار، وتعطيل الرحلات الجوية، أبسط مثال. ما الذي سنقوم به في هذه الحالة، كيف سنعود؟ لا منفذ لنا الا من خلال المطار، فالبر مغلق والبحر كذلك”.

حركة مقبولة

مصادر مطلعة تتحدث عن أن الحجوزات خلال الأشهر الأولى من السنة شهدت تراجعاً واضحاً، وذلك يعود الى الحرب وتبعاتها. وتضررت السياحة في مختلف الدول المحيطة بفلسطين المحتلة، محور المعارك.

وتلاحظ أن “عدد الحجوزات ارتفع الآن، وسنشهد حركة سياحية مقبولة، لكنها لن تكون مميزة كالتي اعتدناها، وهذا يعود الى عوامل عدة أبرزها قرب عيدي الفصح والفطر من بعضهما البعض، فمن سيحضر هم جزء من المغتربين اللبنانيين، لا السياح الأوروبيين أو الأميركيين أو غيرهم، انما سيأتي بعض السياح العرب القادمين من العراق في الدرجة الأولى ثم الأردن ومصر”.

الأمور شبه ضبابية

مصادر المؤسسات السياحية تؤكد في بداية حديثها مع موقع “لبنان الكبير” أن انعكاس الحرب على الاقتصاد اللبناني كبير ومكلف، اذ انه تكبد مليارات من الدولارات منذ “طوفان الأقصى”، وان نسبة التشغيل أصبحت متدنية في مختلف القطاعات السياحية، أن كان الفنادق أو تأجير السيارات أو حتى المطاعم.

وتوضح أن بعض الأمور لا يزال الى الآن ضبابياً، ومن المتوقع أن تكون نسبة الاشغال الأكبر لدى المطاعم والمقاهي.

وعن الحجوزات، تشير هذه المصادر الى أنها ستتخطى الـ 50%، ولكن لا أرقام دقيقة، فالنسب قابلة للارتفاع حتى اللحظات الأخيرة، وهذا ما يحصل مع المغتربين اللبنانيين في ظل الأحداث والمخاوف من تصاعد الصراع أكثر.

أما في ما يتعلق بقطاع تأجير السيارات، والذي يعد من أبرز القطاعات التي تضررت منذ بداية الحرب، وبحسب معلومات موقع “لبنان الكبير”، فان نسبة تأجير السيارات متدنية جداً حتى الآن، ولا تتجاوز الـ 20٪.

الواقع السياحي

وكان رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي أصدر خلال الأيام الماضية بياناً أشار فيه الى واقع القطاعات السياحية في لبنان. وقال: “المواجهات انعكست على الدورة السياحية برمّتها: فمكاتب السياحة والسفر مكبّلة اليدين غير قادرة على طرح رزم سياحية (incoming & outgoing) بسبب القلق في الداخل والحظر في الخارج. أما مكاتب إيجار السيارات فتعمل بنسبة 10%، من أصل 8000 سيارة هناك 800 سيارة مستأجرة من الجمعيات غير الحكومية المحلية والعالمية NGO. وبالنسبة إلى الفنادق والشقق المفروشة وبيوت الضيافة، لا يتخطى اشغالها 10-15%. بينما الأدلاء السياحيون عاطلون عن العمل ويتابعون نشرات الأخبار عن شاشات التلفزة في منازلهم”.

أضاف الرامي: “من ناحية المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية والباتيسري، هناك حوالي 100 من العلامات التجارية الأكثر طلباً ورواجاً هي التي تعمل بشكل مستمرّ وهذا يعتبر طبعاً مؤشراً ايجابياً. فالفئات العمرية الكبيرة تخرج إلى المطاعم يوم الاجازات فقط وأغلبها يقصد المطاعم اللبنانية، أما الفئات العمرية الشبابية الميسورة فتخرج تكراراً الى المطاعم الرائجة والشبابية وهذا ما يعطي انطباعاً أن القطاع كله بخير، إلا أنه شهد اقفالاً وصل إلى 50%، بحيث انخفض عدد المؤسسات من 8500 إلى 4500”.

ورأى أن “أمامنا فترة تجريبية لعيدي الفطر السعيد والفصح المجيد ستكون بمثابة تجربة مصغرة، فإذا حصلت حركة أقلّه من المغتربين يمكننا أن نتأمل خيراً للصيف”.

شارك المقال