ماذا تريد إسرائيل من استهداف “اليونيفيل”؟

فاطمة البسام

أعلنت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان “اليونيفيل”، أمس، عن إصابة 3 مراقبين أجانب ومدني لبناني عندما انفجرت قذيفة بالقرب من موقعهم في جنوب لبنان.

وقال الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، إن “ثلاثة مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ومترجم لبناني أصيبوا بجروح صباح هذا اليوم (السبت) أثناء قيامهم بدورية راجلة على طول الخط الأزرق، وذلك عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم”.

وأكد تيننتي أنه “تم إجلاؤهم لتلقي العلاج الطبي”، مشيراً إلى أن “مراقبي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة يدعمون اليونيفيل في تنفيذ ولايتها”. ولفت إلى أن “اليونيفيل” تحقق في أصل الانفجار.

وشدد على وجوب “توفير السلامة والأمن لموظفي الأمم المتحدة. وتقع على عاتق جميع الجهات الفاعلة بموجب القانون الإنساني الدولي مسؤولية ضمان الحماية لغير المقاتلين، بما في ذلك قوات حفظ السلام والصحفيين والعاملين في المجال الطبي والمدنيين”، مكرراً دعوته لجميع الأطراف إلى “وقف التبادل العنيف الحالي لإطلاق النار قبل أن يتعرض المزيد من الناس للأذى من دون داع”.

واعتبر العميد والمحلل السياسي أمين حطيط، أن الاعتداء الذي حصل صباح يمكن قراءته من منظارين، الأوّل المكان، والثاني الهوية.

وأشار لموقع “لبنان الكبير”، إلى أن الاستهداف حصل في خراج بلدة رميش الجنوبية، التي شهدت قبل أيام محاولة لإشعال الفتنة بين أهل البلدة والمقاومة، ما يعني أن لا وجود لمناطق مستثناة من العدوان.

وبخصوص هوية المستهدفين، أكد حطيط أن إسرائيل لا تخطئ، وهي تعلم تماماً أن الآلية تابعة لـ “اليونيفيل”، وهذا واضح ولا يحتاج إلى نقاش.

وبالعودة إلى الأهداف، قال: “إن إسرائيل تسعى إلى إبعاد اليونيفيل عن بقعة العمليات وعن الحدود، خصوصاً أنها لم تتفاعل مع الورقة الفرنسية التي تركز على دور الجيش واليونيفيل في ضبط المنطقة، وهذا الاعتداء ليس الأول على قوات حفظ السلام، بل تعرضت إلى الاستهداف بالأسلحة الرشاشة قبل أيام قبالة الحدود، وهذا رفض أيضاً لتطوير الرقابة الدولية على مجريات الحدود”.

أمّا عن إنكار الجيش الاسرائيلي هذا الإستهداف، فرأى حطيط أن “الأمر ليس جديداً على الكيان، إلاّ أن الفعل ثابت باليقين القاطع، خصوصاً أن سيارة اليونيفيل واضحة للعيان، والإنكار لا وزن له”.

وفي الأيام السابقة، بات العدو يعتمد “الذراع الطويلة” بإستهدافاته التي وصلت إلى مدينة حلب من جهة، وتكثيف العدوان على القرى وإرتكاب المجازر من جهة أخرى.

وكان الجيش الاسرائيلي نفى أنه استهدف أي سيارة تابعة لقوات “اليونيفيل” في منطقة رميش، بعد الاعلان عن وقوع الحادث وتسجيل إصابات.

وأفادت” الوكالة الوطنية للاعلام” بأن الطيران الاسرائيلي أغار قرب بلدة رميش في القطاع الأوسط على آلية عسكرية تابعة لـ “اليونيفيل”، ما أدى إلى “وقوع عدد من الجرحى من جنود اليونيفيل وجريح لبناني”.

وأشارت الى أن “سيارة رباعية الدفع تابعة لمراقبي الهدنة تعرضت قرب النقطة B37 على الخط الأزرق، على الحدود، قرابة العاشرة والربع من صباح السبت بالتوقيت المحلي، أثناء قيامها بدورية منسقة بالقرب من بلدة رميش، إلى اعتداء بغارة مسيرة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة ضباط ومترجم مدني، إصابة أحدهم حرجة”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين أن غارة إسرائيلية أصابت سيارة تقل مراقبين من الأمم المتحدة خارج بلدة رميش الحدودية بجنوب لبنان.

شارك المقال