“كذبة نيسان” في نقابة مهندسي طرابلس

لبنان الكبير

تتلقّى نقابة المهندسين في طرابلس والشمال قبيْل حلول استحقاقها الدّيموقراطي في 14 نيسان الجاري، الكثير من التعليقات والانتقادات التي تطال لائحة “النّقابة للجميع” التي يترأسها المهندس شوقي فتفت “الذي يدّعي المثالية والشفافية المطلقة”، فعلى الرّغم من حديث هذه اللائحة بمناصريها وداعميها عن استقلاليتها وتطرّقها الى مبدأ التحرّر من “القبضة” السياسية التي باتت تستأثر بقرار النقابة وتُؤثّر في أدائها وفق قولها، إلا أنّ الاطّلاع عليها وعلى مرشحيها، يبقى كفيلاً وكافياً لنرصد من خلاله “القبضة” السياسية التي يراها كلّ مطّلع على شؤون هذه اللائحة، إلّا أصحابها والمنتمين إليها وعلى رأسهم فتفت الذي غفل على ما يبدو عن انتماءاته مع زملائه إلى تيّارات وأحزاب تُحكم سيطرتها على السياسية اللبنانية بوجودها في السلطة وتحكّمها في تسيير شؤون البلاد والعباد، وهذه المرّة من المنبر النقابي.

وكما شغل الكذب الفلاسفة على مرّ العصور وصولاً إلى إعلانهم يوم “كذبة نيسان”، فإنّ لائحة فتفت والتي كان عليها الاهتمام بشؤون المهندسين واطّلاعاتهم أوّلاً، وإعلان داعميها ومزاجها السياسيّ ثانياً، وذلك بوضوح من دون تحفظ، أو خجل وتردّد، تُبدع في إطلاق الوعود أو “لبس ثوب لا يُشبهها”، توازياً ربما مع المزاج الشعبيّ المحلّي الذي فضّل مبدأ الثورة على السياسة في يومٍ من الأيّام، بحيث تمكّن البعض من “ركوب موجتها وموضتها”، إلى حين الكشف عن الحقيقة التي لا تُشبه الثورة على الاطلاق.

مصدر شماليّ يُقارن في حديثٍ لـ “لبنان الكبير” بين اللائحتيْن المتنافستيْن بالدرجة الأولى في هذه النقابة التي تحتاج فعلياً إلى “رافعة” تُعيد إحياء شؤونها الصحية والمالية، في وقتٍ تشتدّ فيه الأزمات المالية، ويقول: “لا يُمكن أنْ تنجح لائحة نقابية من دون تحالفات الأحزاب والتيّارات السياسية، إذْ يكذب على نفسه وعلى النّاس من يتحدّث عن وجوده منفرداً أو مستقلاً من دون داعم واضح له يرفع اسمه ويحشد له، وإذا حصل على الأصوات، فلن يحصل على أكثر من 7 من أصل 15 ألف مهندس تقريباً في الشمال، لذلك ينتقد المتابعون وكذلك الأوساط الطرابلسية لائحة فتفت التي تحدّثت عن استقلاليتها ورغبتها في الحدّ من الاستئثار السياسيّ (الذي حُرموا بسببه من مقاعدهم)، فأخفت حقيقتها ووضعت نفسها في مرتبة المستقلّة، وحملت راية غير رايتها، فقامت بالتهجّم على لائحة يترأسها المهندس مُرسي المصري الذي لم ينكر على الاطلاق انتماءه الى تيّار المستقبل الذي دعمه، كما لم ينفِ التحالفات بين المستقبل، القوات والمرّدة التي أحدثت نجاحاً نقابياً لم يعتمد على الكذب على الذقون”.

ويُضيف: “إنّ التحالفات السياسية التي تنكرها لائحة فتفت تبدو هجينة لسببٍ واحد يكمن في وضع بازل سياسي مش راكب، وذلك على الرّغم من إقناع فتفت نفسه بأنّ التنافس يُعدّ انتخابياً لا سياسياً، وأنّ التناقضات دعمته وهذا اعتراف منه في تصريح يبدو أنّه من اللالالاند، بأنّه مرشح تناقضات لن تتمكّن من تحقيق تحالف ثابت ومستمرّ في أرض صلبة نقابياً لتحقيق الأهداف على الأقلّ، فهو بغضّ النّظر عن كونه إكس تيّار المستقبل سابقاً، مدعوم من تيّار العزم حالياً برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، ومن العونيين والنائب جبران باسيل، النائب فيصل كرامي وكذلك الاسلاميين الذين نستغرب كيف يُمكن لهم أن يتفقوا مع باسيل الذي يمتعض من ميقاتي في الوقت عينه، والذي لا نستغرب عودة تهجّمه من جديد على رئيس الحكومة بعد انقضاء الانتخابات واحتمال فشل اللائحة التي تدعمها السلطة القائمة، على خلاف اللائحة الأولى التي لا وجود لها في السلطة، وعلى خلاف حقيقة فتفت الذي يدّعي ترشحه مستقلاً بغضّ النّظر عن التحالفات الواضحة وضوح الشمس”.

ويعتبر المصدر أنّ المرشح فتفت المدعوم سياسياً، سيخسر كثيراً لأنّ داعمي اللائحة “يتشاطرون على ذاكرتنا”، متخوّفاً من احتمال انتخاب رئيس للنقابة على صورة رئيسة مصلحة ‏الهندسة في بلدية طرابلس عزة فتفت، أيّ شقيقته، “التي تُعرف بعرقلتها لكلّ مشروع عقاريّ في المدينة، وكانت أحيلت بتاريخ 26/8/2014، بقرارٍ من رئيس بلدية طرابلس الأسبق نادر غزال، على الهيئة العليا للتأديب، بحجّة وجود هدر مالي في البلدية وسحب لوازم بناء من رمل، بحص وباطون من مستودعات البلدية، لتحقيق مصالح ومشاريع خاصّة”.

شارك المقال