حنا نقيباً لمهندسي بيروت بفضل “دبابة” الثنائي و”تكويعة” الاشتراكي

حسين زياد منصور

انتهت انتخابات نقابة المهندسين في بيروت بطريقة ديموقراطية، وفاز مرشح “التيار الوطني الحر” المهندس فادي حنا، على منافسه المهندس بيار جعارة المدعوم من حزب “القوات اللبنانية”، بفارق 500 صوت.

تصف أوساط متابعة الانتخابات بـ “المعركة الديموقراطية”، وإن كانت النتيجة سيطرة فريق “8 آذار” على النقابة. وتقول في حديثها لموقع “لبنان الكبير”: “المعركة كانت سياسية بحتة، وشهدت إعادة شد العصب الحزبي، خصوصاً وأن المهندسين لديهم امتعاض كبير من أداء النقابة السابقة، أي التي أنتجت المستقلين والثورجية، ولم يجدوا أي نتيجة منهم”.

وبحسب الأوساط نفسها، فان فوز حنا جاء بفضل التزام الثنائي الشيعي بالتصويت للمرشح “الباسيلي”، أي أنه جاء بـ “دبابة الثنائي الشيعي”.

وترى مصادر كانت على متابعة دائمة للعملية الانتخابية، من “الألف الى الياء”، أن التحالفات السياسية التي حصلت “غير متينة، أو بمعنى أدق لم تكن هناك ثقة بين القوات والمستقبل والكتائب، لتجيير أكبر عدد من الأصوات للمرشح جعارة”، معتبرة أن المعركة كانت مسيحية بحتة، و”كسر عظم” بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”، خصوصاً بعد ربط المعركة في بيروت بمثيلتها في الشمال.

وتشير المصادر نفسها في حديثها لـ “لبنان الكبير” الى أن خسارة مرشح “القوات” يأتي لأسباب عدة أبرزها: “حركة امل وحسم قرارها لصالح حنا، واجبار عدد من مهندسيها على التصويت للمرشح العوني، في حين كان يفضل البعض منهم دعم فريق المستقبل، أو التوجه نحو الخيار المستقل، كي لا يكونوا الى جانب أي طرف مستفز، إن كان العوني أو القواتي”.

وتتابع: “الحزب التقدمي الاشتراكي، اتخذ الخيار المستقل بعد فشل الوصول الى تسوية مع أمل، لكن حركته في اللحظات الأخيرة، بترك الحرية لمهندسيه لاختيار من يريدونه، كانت ضربة لجعارة، وهذا يعود الى عدم رغبة الاشتراكي في تقديم المساعدة الى المستقبل والقوات، وهذا يعود الى الفتور بين الأطراف المذكورة”.

وتوضح أيضاً أن قرار “القوات” بدعم جعارة، ورفع سقف التحدي، وعدم الاتفاق مع بقية الأحزاب والشخصيات الفاعلة، وايجاد مرشح واحد سيادي ومستقل، كان سبباً في تشتت بعض الأصوات، وخسارتها، مذكرة بأن هذه هي الخسارة الثانية لـ “القوات” في المعارك النقابية خلال أسابيع، بعد نقابة المحامين في بيروت.

مصادر كانت تعمل في صف المرشح جعارة، تبرر الهزيمة بعدم وجود “الاشتراكي” الى جانبهم، أي أن “تكويعته” ساهمت في هزيمة جعارة، بحرمانه من أصوات كان من المفترض ان تصب لصالحه، الى جانب “الضياع” والتشتت في أصوات التغييريين والمستقلين، متسائلة إن كان قرار “الاشتراكي” و”أمل” بعدم دعم جعارة، هو معاقبة لحزب “القوات” لعدم التوافق على مرشح واحد جامع؟

تجدر الاشارة الى أن نصف المهندسين المقترعين، هم من الطوائف المسيحية، وانطلاقاً من توزيع الأصوات، ترى أوساط متابعة في حديثها مع “لبنان الكبير” أن المعركة الانتخابية كانت تعبيراً مصغراً عن واقع البلد السياسي، والصراع القائم بين “القوات” و”حزب الله”، فالحزب اتخذ قراره بكسر “القوات” في الانتخابات، ونجح، لكن الأخيرة فازت بالصوت المسيحي على الرغم من خسارتها المعركة.

شارك المقال