ملف “النزوح” بين ميقاتي وماكرون… وآلية عملية نهاية الشهر

آية المصري
آية المصري

ما حدث ليل السبت من خلال رد ايران للمرة الأولى بصورة مباشرة على اسرائيل من دون الاستعانة بحلفائها، أكد مصير لبنان المرتهن لمحور الممانعة، وأقلق غالبية الشعب اللبناني الرافض إدخال لبنان في حرب جديدة هو في غنى عنها. تسارع الأحداث المتتالية خلال الساعات الماضية دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى اتخاذ قرار بضرورة الاسراع في عقد جلسة حكومية طارئة البارحة، ثم استبدالها بأخرى “تشاورية” بين الوزراء، آملاً حضور الجميع.

هذه الجلسة “التشاورية” حضرها وزراء “التيار الوطني الحرّ” بعد مقاطعة طويلة للجلسات الحكومية نتيجة اعتراضهم عليها واعتبارهم أن الرئيس ميقاتي يتعدّى على الصلاحيات الرئاسية، وجرى التباحث خلالها بالوضع الأمني في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً، وتم التطرق الى ملف اللاجئين السوريين والوضع التمويني في البلاد. ورفض ميقاتي أن تُستباح الأجواء اللبنانية، وحدد موعداً جديداً لجلسة حكومية في 26 الشهر الجاري. فماذا في تفاصيل هذه الجلسة؟

مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أكدت أن “المعطيات هي التي أعلنت عبر وسائل الاعلام، إن كان في مشاركة المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر في موضوع الغذاء في لبنان، أو في ما يحصل في الجنوب وملف النزوح السوري، وما ذكر اعلامياً يُشكل الجزء الأكبر من فحوى الاجتماع التشاوري وأعلن من خلاله عن الجلسة الحكومية المقبلة في 26 من الشهر الجاري”.

وأشارت المصادر في حديث عبر “لبنان الكبير” الى أن “الرئيس ميقاتي أعلن أنه سيكون هناك تصور ما في نهاية الشهر قد يكون خرقاً لجدار المراوحة في موضوع اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، وأحد المكلفين بهذا الملف من مجلس الوزراء هو وزير المهجرين عصام شرف الدين”، موضحةً أن “هذا التكليف لم يجرِ بعد اعتذار وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب كما يقال عبر الاعلام، لأن هذا الأخير من المعنيين بالملف ولم يتنصل منه، وزيارة وزير المهجرين تندرج في اطار التشاور مع الجانب السوري بصورة أكبر، مع العلم أنه جرت هناك بداية للموضوع عسى أن توضع آلية عملية مع نهاية الشهر، وأن يكون هناك تصور يتشارك فيه الجانب السوري مع اللبناني كونه معنياً مباشرة بالملف، وهناك عمل جدي لدى الحكومة لتسيير أول قافلة من اللاجئين”.

وكشفت المصادر أن “الرئيس ميقاتي يستعد للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ورئيس المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة”، لافتة الى أن “فرنسا احدى الجهات المعنية بصورة مباشرة بملف اللاجئين، وميقاتي حالياً خارج البلاد، ولكن هناك امكان أن يكون الموعد مع ماكرون قبل نهاية الشهر الحالي أي قبل الجلسة الحكومية المقبلة الواقعة في 26 من الشهر الجاري، ومن المفترض أن يكون في فرنسا بين الرؤساء”.

في المقابل، رأت مصادر وزراية حضرت جلسة البارحة أن “الرئيس ميقاتي لديه عناوين أساسية بات مقتنعاً بالتصريح بها، الأول، أن سوريا قد أصبحت آمنة بالنسبة الى عودة اللاجئين، والثاني أنه يطالب وكل الوزراء بأن يعطى النازح السوري العائد الى سوريا حوافز من المفوضية في الداخل السوري بعد العودة بدل التسديد في لبنان”.

وكشفت المصادر عبر “لبنان الكبير” أن “أول زيارة لوزير المهجرين عصام شرف الدين الى دمشق ستكون بعدما تأتي الموافقة من الأمن الوطني السوري على اللائحة وبعد تسيير أول قافلة عودة طوعية للاجئين السوريين، لكن الأعياد الأخيرة هي من أخّر هذه اللائحة”، مرجحة أن تأتي الموافقة خلال أسبوع “وبعدها ستمشي أول قافلة، تليها لائحة ثانية تمشي بعدها بعشرة أيام”.

شارك المقال