5 فوائد متبادلة بين تل أبيب وطهران

عاصم عبد الرحمن

وخرجت المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى العلن وبصورة مباشرة جغرافياً وتنفيذياً بعدما استمرت لسنوات عبر الوكلاء وفي ساحات الآخرين. فمساء السبت 13 نيسان 2024، أطلقت إيران هجوماً غير مسبوق بين الطرفين استمر مدة 5 ساعات تمثل في إطلاق 185 طائرة مسيرة متنوعة، 110 صواريخ أرض – أرض و36 صاروخ كروز بالاضافة إلى صواريخ باليستية عدة. وعليه احتفلت إيران محورياً وعتمت إسرائيل إعلامياً، فأي فوائد تحققت جراء الضربة الايرانية على إسرائيل؟

أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى أن الولايات المتحدة وبدعم من مدمرات أوروبية تمكنت من تدمير معظم الصواريخ والطائرات المسيرة عبر قطعاتها العسكرية الموجودة في المنطقة ما أفقد الهجوم الايراني الزخم السياسي والعسكري الذي أريد له. ولكن إحباط ذلك الهجوم لم يتمكن من إزالة منصة الفوائد السياسية والعسكرية التي رُفعت في كل من طهران وتل أبيب على السواء حيث ملأت الإعلام وشغلت الشعبين الايراني والاسرائيلي.

ما الذي حققته إيران؟

  1. إرساء معادلة إيرانية عسكرية جديدة قوامها “واحدة بواحدة” بعدما اعتمدت لسنوات عديدة سياسة الصبر الاستراتيجي.
  2. إرتفاع شعبية إيران داخلياً وإسلامياً وعربياً في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
  3. إظهار الهشاشة العسكرية للكيان الاسرائيلي والسياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
  4. التأكيد أن الولايات المتحدة لن تخوض حرباً بالنيابة عن إسرائيل خصوصاً في حال سلوكها مغامرات غير محسوبة.
  5. إثبات إيران أنها قوة إقليمية قولاً وفعلاً ولا بدَّ من الركون إليها في القضايا الاستراتيجية الكبرى في المنطقة وأنه لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل تجاوزها.

ما الذي حققته إسرائيل؟

  1. إستمرار اعتماد تل أبيب على القوى الدولية الكبرى كالولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا لحمايتها سياسياً وأمنياً وعسكرياً.
  2. إستعادة إسرائيل التعاطف الدولي خصوصاً من الولايات المتحدة كضحية مضطهدة في الشرق الأوسط بعدما فقدته على أثر ارتكابها الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
  3. ترميم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صورته السياسية والاجتماعية التي تهشمت نتيجة أدائه الأكثر سوءاً في تاريخ الكيان الاسرائيلي إبان عملية “طوفان الأقصى” خصوصاً في ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى.
  4. تحقيق الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل شرعية سياسية داخلية فقدتها خصوصاً على أثر أدائها الإجرامي غير المسبوق في عدوانها على قطاع غزة.
  5. تسجيل إسرائيل لانتصار ما تبحث عنه في المواجهات الأخيرة وذلك عبر تمكنها من التصدي وإن بمساعدة الحلفاء لكل الضربات الايرانية التي لم تحقق إصابات مادية وبشرية تذكر.

وانتهت إذاً الليلة التي لم يبكِ فيها أحد لا في إسرائيل ولا في طهران، ذلك أن الطرفين يتصارعان على حافة التسوية الكبرى في المنطقة ويتناتشان الريشة التي يرسمان بها مساحات النفوذ على ضفاف أنهار الدماء والدموع السائلة في شوارع فلسطين وسوريا واليمن والعراق ولبنان وغيرها، ولكن قواعد الإشتباك بين طهران وتل أبيب قد كُسرت تحت السقف الأميركي، فالشروط السياسية باتت في حاجة إلى تحسين أدواتها العسكرية.

شارك المقال