المنظومة المالية لـ”الحزب” في خطر؟

فاطمة البسام

التهمة: تمويل “حزب الله”. الهدف: ضرب المنظومة المالية لـ “حزب الله” أو التضييق عليها من واشنطن، بأذرع الموساد الاسرائيلي.

لائحة العقوبات الأميركية تطول بأسماء المطلوبين، من رجال أعمال بارزين وخفيين، متمولين، سياسيين وغيرها، درجت العادة أن يعثر عليهم مقتولين “بظروف غامضة”، أو يلقى القبض عليهم أثناء سفرهم، وفي الكثير من الأحوال تنشر حولهم فضائح جنسية أو إختلاس مالي وإفلاس، تجبر الحزب على إبعادهم عن دائرته.

تزامن العثور على جثة المواطن محمد سرور مضرجاً بدمائه، في فيلا ببيت مري، مع خبر اختطاف منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان ثم العثور عليه مقتولاً في الداخل السوري.

لم يأخذ سرور حقّه في التغطية الاعلامية، بسبب سيطرة خبر مقتل سليمان على الساحة كونه مرتبطاً بعدّة سيناريوهات بعضها واقعي والبعض الآخر من نسج الخيال، خصوصاً أنها تغذّي التوتر الداخلي، وتؤجج الفتنة الطائفية التي كثر الحديث عنها، بمعزل عن إرتفاع منسوب العدائية تجاه اللاجئين السوريين الذين استقروا في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات.

من هو محمد سرور؟ ولماذا هو؟ المنصات والوسائل الاعلامية تكفّلت بالإجابة عن هذين السؤالين منذ إنتشار خبر العثور على جثته.

لم يكن محمد سرور اسماً معروفاً كقيادي عسكري أو سياسي موالٍ لإيران في لبنان، لكن وصفه بـ “الوسيط المالي بين إيران وحماس” يعكِس دوراً بارزاً قام به إلى حين العثور عليه مقتولاً وغارقاً في دمائه بعد إصابته بما لا يقل عن خمس رصاصات وفق مصدر أمني، وإلقاء اللوم على الموساد الاسرائيلي.

خبر مقتل سرور ليس وحده الذي وجّه أصابع الإتهام إلى الموساد، بعد العمل على تصفيته بمسدسين وكواتم صوتية وحتى عبوات ناسفة، فقبله علي صالح، غالب عوالي، محمد حمدان، جهاد جبريل، حسان لقيس، وأسماء عديدة تطول بها اللائحة، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية بتهمة “تبييض الأموال”، أو العمل لصالح “بيت المال” التابع لـ “حزب الله”، ومن هذه الأسماء من تعرض للإعتقال عدّة سنوات قبل أن يفرج عنه بصفقات يمكن القول إنها سرّية. كما تعرض الحكومة الأميركية مكافآت مالية تصل إلى عشرات ملايين الدولارات من أجل الإدلاء بمعلومات عن هذه الشخصيات الموجودة على لائحة العقوبات.

فهل وقع سرور ضحية إغتيال إقتصادية؟

مصدر مقرّب من أجواء “حزب الله”، يشير لموقع “لبنان الكبير”، الى أن إغتيال سرور يقع في سياق التضييق على سكان غزّة وعلى المقاومة في القطاع ضمن إطار تشديد الخناق عليهم في الحرب القائمة منذ سبعة أشهر، وهذا الأساس، إلاّ أن كونه إغتيالاً اقتصادياً، فقد يكون العدو اعتبر الأمر “عصفورين بحجر واحد”.

ويوضح المصدر أن سرور ليس عنصراً منظّماً في الحزب بل هو صرّاف كانت مهنته نقل الأموال، وموضوع على لائحة العقوبات التي تصدرها وزارة الخزانة الأميركية، مع ثلاثة آخرين، منذ آب 2019 بتهمة تسهيل نقل جميع الأموال من إيران وتقديمهم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي وغيره إلى “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”.

واللافت أن اسرائيل لم تتبنَّ حتى اليوم عملية إغتياله، بل وضعتها في خانة “العمليات المنسوبة اليها” وفق سياسة الغموض والتعتيم التي تمارسها تفادياً للمسؤولية خصوصاً في المهمات التي تحمل طابعاً استخباراتياً.

أمّا السؤال الأهم الذي يطرحه المصدر: لماذا تنسب عمليات تحويل الأموال خارج المؤسسات المصرفية إلى “حزب الله”، علماً أن هذا النظام المالي موجود منذ النصف الأول من القرن الماضي؟

وسبق لاسرائيل أن سألت معتقلين من القطاع ومن مناطق فلسطينية عن معرفتهم بسرور بعدما تبين أن محله استخدم لتحويل أموال الى المناطق المحتلة.

شارك المقال