“الاعتدال” يدرس خيار سحب مبادرته… “الحزب”: من يرأس الحوار غير بري؟

آية المصري
آية المصري

بعد ما يقارب شهر ونصف الشهر، ردّ “حزب الله” على مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” بجواب يعتبره البعض لزوم ما لا يلزم، خصوصاً وأنه أكد المؤكد بعد موافقته على حوار لا يرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذا ما ترفضه المعارضة وأولها “القوات اللبنانية”، ونعود بذلك الى جوهر الخلاف بين الفريقين.

“حزب الله” قرر اتباع أسلوبه المعروف بالشعر والنثر، واعظاً “الاعتدال” بعبارة “إياكم أن تيأسوا أو يصيبكم الإحباط وثابروا في مسعاكم”، وكأنه أعطى التكتل جرعة تفاؤل وهو يدرك أن هذه المبادرة لن تسير طالما أن الطرفين متشبثان بموقفهما.

وتبقى الأنظار مصوّبة نحو الخطوة التي قد يتجه اليها تكتل “الاعتدال” خصوصاً وأن أجواء من داخله أكدت لـ “لبنان الكبير” أنه يبحث بعد ردّ الحزب في امكان أن يسحب مبادرته من عدمها، وينتظر الاجتماع الذي سيعقد اليوم مع سفراء اللجنة الخماسية ليبني على الشيء مقتضاه.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر من تكتل “الاعتدال” الى أن “كتلة الوفاء للمقاومة أكدت لنا أنها مع المبادرة لا بل تدعمها، ولكن بشرط أن يترأس الحوار الرئيس بري، ونحن نرى أن هناك مرونة الى حد ما لكن على الفريقين أن يتنازلا قليلاً، ونحن ندوّر بعض الزوايا”، موضحة أن لدينا اليوم اجتماع كتكتل بعد لقاء “الخماسية” وسنخرج برأي رسمي عبر الاعلام في حال قررنا الاستمرار في مبادرتنا أو عدمه وسنقول الأسباب التي دفعتنا الى أي قرار منهما مهما بلغت الأمور. واعتبرت أن “عدم الاستمرار في هذه المبادرة وارد جداً وكل الاحتمالات مفتوحة، ومن الممكن أن نلعب دوراً في تقريب وجهات النظر من خلال الوصول الى تنازل من فريقي المعارضة والممانعة عن موقفهما، ومنها أن يترأس الجلسة شخص يرضى عليه الفريقان”.

ولفتت المصادر عبر “لبنان الكبير” الى أن الاجتماع مع سفراء “الخماسية” سيكون في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم في مكتب التكتل، “من أجل مبادرتنا الرئاسية، وبعد هذا اللقاء سنجتمع كتكتل وندرس موقفنا”.

وحول مدى موافقة “حزب الله” على عدم ترؤس الرئيس بري الحوار والاتيان بشخص يحظى بموافقة من جميع الأطراف، علّقت مصادر كتلة “الوفاء للمقاومة” بالقول: “من سيترأس الحوار غير الرئيس بري؟ هذا يعني أن هناك فريقاً يضع العصيّ في الدواليب. مجلس النواب هو الوحيد المعني بالعملية الانتخابية من أولها الى آخرها وبالتالي أفضل شخصية لرئاسة أي حوار هي الرئيس بري، وبالتالي من لا يريد الحوار يسعى الى خلق معابر الا اذا كانت لديه شخصية معينة يريدها أن ترأس الحوار، وهذا يعني لنا أن ما يحصل كذر الرماد في العيون”.

وشددت المصادر لـ “لبنان الكبير” على أنهم مع أي مبادرة تُطرح إن كانت من “الاعتدال” أو غيره توصل الى حوار جدي يرأسه بري “وهذا موقفنا من الأساس وليس شيئاً جديداً، ونحن من دعاة الحوار، لأن القوى كلها غير قادرة بمفردها أو بتحالفاتها على ايصال رئيس للجمهورية”.

شارك المقال