تحالفات سياسية جديدة في الشوف والاقليم

حسين زياد منصور

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن خريطة تحالفات سياسية جديدة في جبل لبنان، خصوصاً في الشوف وإقليم الخروب، حيث الثقل السني. قد يظن البعض أن الحديث عن الانتخابات النيابية، نوعاً ما مبكر، الا أن البعض بدأ فعلياً يجهز ويعد العدة لهذا الاستحقاق المنتظر بعد سنتين. التحالفات السياسية مرتبطة بعضها البعض، أي عابرة للدوائر والمناطق، ولكن بعد كل الأحداث التي عرفها لبنان خلال الفترة الماضية، تبدلت تحالفات كثيرة، وحصل العديد من “التكويعات” والالتفافات.

على صعيد الشوف، وإقليم الخروب، لا يمكن انكار وجود نوع من التململ، والندم بسبب الاختيارات الماضية، حتى ضمن العائلات الكبيرة التي أفرزت نواباً، لا نزال نشهد خلافات وتململاً.

لا يخفى على أحد التشنج و”الفتور” الحاصلين بين الحزبين الأقوى على صعيد المنطقة، تيار “المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، والأمر نفسه بالنسبة الى حزب “القوات اللبنانية” و”الاشتراكي”.

جبهة “الإسناد” التي فتحها “حزب الله” وانخراط “الجماعة الاسلامية” الى جانبه، “خربطت” خريطة التحالفات، وتحديداً بعد التقارب بين بعض المكونات السياسية من “التيار الوطني الحر” و”الاشتراكي”، من دون نسيان النواب المستقلين، أو المرشحين الذين لهم ثقلهم في المنطقة، أمثال النائب الحالي فريد البستاني.

البستاني

وتفيد المعلومات التي حصل عليها موقع “لبنان الكبير”، بتوجه النائب المستقل فريد البستاني، الى تفعيل حضوره أكثر في إقليم الخروب، وذلك عن طريق شخصيات سياسية واجتماعية ودينية لها كلمتها وثقلها. وبحسب المعطيات أيضاً، فان البستاني يدخل في مشروع تنموي يسعى فيه الى إفادة أبناء المنطقة، وتقديم الخدمات.

وتتوقع المصادر أن يشكل البستاني تحالفاً مع “المستقبل”، نظراً الى التوجه المتشابه معه، أو أن يشكل في وقت الانتخابات، لائحة خاصة به.

مصادر مطلعة من “المستقبل” تؤكد أن لا علاقة بالمباشر بين التيار والبستاني، لكنها ترى أنه “شخص ودود” وليس مستفزاً للمستقبل، وفي المجالس يتحدث ويستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، وأن فكر البستاني قريب من فكر الرئيس الحريري.

تجدر الاشارة الى أن البستاني مستقل، وله توجهات سيادية ووطنية، لكن شاءت الظروف والتحالفات منذ سنتين، أن يكون في لائحة “التيار الوطني الحر” و8 آذار.

“الاشتراكي”

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” أيضاً يجري العمل على تشكيل تحالف مبدئي لتولد عنه لائحة تخوض الانتخابات. وبحسب المعلومات التحالف سيكون بين “الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر” و”الجماعة الاسلامية”، مدعومين بأصوات جمهور حركة “أمل” و”حزب الله”، أي بمعنى آخر أصوات “سرايا المقاومة”.

ويتساءل مصدر المعلومات، إن كان “الاشتراكي” يسعى الى استبدال حليفه التاريخي “المستقبل”، بجمهور الممانعة.

مصادر سياسية مطلعة على الأجواء في الشوف، تعتبر في حديث مع “لبنان الكبير” أن “الاشتراكي” تراجع سنياً بصورة كبيرة، وفي حال تواجه مع “المستقبل” كل في لائحة، فلن تكون لمصلحته، متسائلة “من سيكون بديل النائب بلال عبد الله لدى الاشتراكي في المرة المقبلة، ليتمكن من جمع الأصوات والنجاح؟”.

ووفق بعض المعلومات، البعض يطرح النائب السابق علاء ترو كحل لجمع الأصوات السنية من إقليم الخروب لصالح “الاشتراكي”، وتكون أيضاً مناسبة لـ “الاشتراكي” لمصالحة أبناء برجا بتسمية نائب من بلدتهم.

وتشير المصادر نفسها الى أن العلاقة بين “الاشتراكي” و”المستقبل” في “فتور”، وعبارة عن “هبّات هبّات”، فمنذ سنة الى اليوم، الفريقان غير متفقين على غالبية الأشياء والمواضيع والنقاط. اما على الأرض فهناك بعض “التعاطي”.

وتعود المصادر لتقول: “هذه المرة في حال دخل المستقبل الانتخابات، وتشارك في أي لائحة، الأكيد سيكون له النائبان السنيان ونائب مسيحي على الأقل”.

وبحسب المصادر المطلعة “في حال قرر الحريري التشارك مع جنبلاط في التحالف واللوائح، سيحتاج ذلك الى دراسة معمقة، اذ لا يمكن فصل الدوائر عن بعضها البعض، إن كان في بيروت والبقاع والعرقوب، حيث يتشارك المستقبل والاشتراكي أيضاً، وأصوات المستقبل فيها تقلب النتائج”.

وتضيف: “هذه المرة المستقبل سيكون مرتاحاً، وهم سيكونون بيضة القبان، ولا يمكن أن تنجح أي لائحة، من دون وجود المستقبل فيها، في حال قرر العودة الى الحياة السياسية، وخوض الانتخابات”.

أرسلان

وبالحديث عن العنصر الدرزي، والذي يعد لاعباً أساسياً، لا يمكن إغفال حضور الوزير والنائب السابق الأمير طلال إرسلان. وعنه تقول مصادر “المستقبل” ان العلاقة معه تحسنت جداً، خصوصاً بينه وبين الرئيس الحريري. اذ ان ارسلان اتصل بالرئيس قبيل عودته في 14 شباط، وطالبه بضرورة العودة الى الحياة السياسية اللبنانية، كما أن زوجته (إرسلان)، زارت النائب بهية الحريري للاطمئنان الى صحة زوجها، فيما “المير” اتصل بأحمد الحريري.

وتلفت المصادر الى وجود ممثل عن “المستقبل” في احتفالات الحزب “الديموقراطي اللبناني”، قائلة: “يمكن اعتبار أن الديموقراطي يغازل المستقبل”.

شارك المقال