عين التينة تتوجس من مجاهرة “القوات” بالتقسيم… واعتبار الجنوب محتلاً!

محمد شمس الدين

بعد رد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس على كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول الانتخابات البلدية، وأكد فيه عدم جواز اجرائها في ظل عدم القدرة على تنفيذها في الجنوب الذي لا يمكن فصله عن لبنان، ردت “القوات” على كلام بري مذكرة بأن انتخابات بلدية جرت عام 1998 وتم استثناء الجنوب، ليرد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل على بيان “القوات” بالقول: “من الجيد أن نُقل كلام عن الرئيس بري في إحدى الوسائل الاعلامية، لكي تكتشف النوايا الحقيقة لرئيس حزب القوات في تأكيد محاولة فصل الجنوب عن لبنان، وإعتبار أن مرحلة الاحتلال الاسرائيلي في العام ١٩٩٨ ما زالت قائمة متناسياً أن الجنوب قد تم تحريره بدماء الآلاف من الشهداء في سبيل كل لبنان”.

إلا أن الانتخابات البلدية لا تؤجل للمرة الأولى، فقد تأجلت العام الماضي ولم تكن هناك حرب في الجنوب، بل كان ذلك لعوامل مالية وأمنية، فما خلفية التأجيل فعلاً؟

توضح مصادر قريبة من عين التينة لموقع “لبنان الكبير” أن “العوامل التي أدت الى تأجيل الانتخابات البلدية السنة الماضية لا تزال موجودة هذه السنة، وقد أضيف إليها الواقع في الجنوب، ومن غير المنطقي إجراؤها في كل لبنان ما عدا الجنوب، أصلاً الناس اليوم بالها بالوضع على الحدود والتطورات الاقليمية أكثر بكثير من الانتخابات البلدية، وأكبر سخافة هي ما يحاول البعض تسويقه بأن فريقنا خائف من الانتخابات، فالانتخابات النيابية الأخيرة تظهر الأرقام بوضوح، ولو أن القانون الانتخابي يعطي التمثيل الحقيقي والعادل، وليس قانوناً وضع من أجل إرضاء القوات والتيار، لكان المجلس النيابي مختلفاً كلياً، فلا يحاولوا تضليل الرأي العام بهذه الخزعبلات”.

أما بالنسبة الى اجراء الانتخابات عام 1998، فتشير المصادر إلى أن “الجنوب كان محتلاً في حينه، ولم يكن في حالة حرب، ولكن تعودنا القوى الانعزالية وأفكارها التقسيمية التدميرية للبلد، وكيف تراه مناطقها وشوارعها فقط، وبقية المناطق لا تعنيها، وهم يذكرونها بالتاريخ كيف تركوا الجنوب لمصيره في زمن مضى، ولولا المقاومة لكان أصبح مستعمرة اسرائيلية ولم يكن ليهمهم الأمر أصلاً، والحديث هنا ليس بالنظريات بل ان مسؤوليهم هم من يصرحون بالتقسيم والفدرلة، من تصريحات جعجع الدائمة حول إعادة النظر بالصيغة إلى تصريح رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزبه حول تطبيق حل الدولتين في لبنان، هذا خطابهم الدائم والعلني والذي يجاهرون به”.

وتذكر المصادر بأن كل انتخابات يكون فيها توترات، “ولكن التوترات الأكبر هي في الانتخابات البلدية، بحيث تأخذ طابعاً عائلياً وعشائرياً بالاضافة إلى الطابع الحزبي، واليوم البلد في حالة أمنية حساسة، فجريمة قتل على خلفية سرقة في جبيل كادت أن تشعل حرباً أهلية، والاستخبارات الاسرائيلية أي الموساد اغتالت أحد الصرافين، ونحن في حالة حرب مع العدو الاسرائيلي، وأفضل سبل إضعافنا على الجبهة هو خلق فتن بين المكونات اللبنانية، والحالة البلدية تشكل بيئة خصبة لزرع الفتن، ولذلك من غير المنطقي إجراء الانتخابات في هذا الوقت، ولا يجب أن نخاطر بالبلد من أجل مصالح سياسية ضيقة لبعض الأطراف”.

شارك المقال