تقرّب “التيار” من “أمل”… محاولة للعودة إلى “الاعتدال”!

محمد شمس الدين

وسط خلافات تعصف في جسمه، برزت من خلال فصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب منه، وخلافات متعددة النقاط مع حليفه الأقوى “حزب الله”، يحاول “التيار الوطني الحر” منذ فترة التقرّب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد بادر النائب غسان عطا الله الى زيارة عين التينة عدة مرات. وأثارت هذه المحاولات استغراب العديد من الأوساط السياسية وجمهور الطرفين، كون الخلاف بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” لطالما احتل مساحات الرأي العام، فما خلفية هذا التقارب؟

مصادر قريبة من “التيار” علقت في حديث لموقع “لبنان الكبير”، على موضوع فصل بو صعب من “التيار” بالقول: “ان الخلافات بين بو صعب وقيادة التيار بدأت منذ نحو سنة، وقد تمايز عن موقف القيادة، لا سيما في جلسات المجلس النيابي واتجاه التصويت، وتم فصل الوزير بو صعب منذ أشهر ولا نعرف لمَ تمت إثارة الموضوع في الاعلام اليوم”.

وعزت المصادر التقارب مع بري، إلى “تنامي حالة الخطاب الانعزالي داخل التيار، والتي يشار إليها في بعض الأوساط بحالة ناجي حايك، واللوم في ذلك يقع على حزب الله، إن كان بسبب الخلافات على الاستحقاقات الداخلية وسياسة الدولة عموماً، أو بسبب جر الحزب البلد إلى حرب لا دخل له فيها، ما دفع بالعديد من التياريين إلى اعتبار أن الحزب لا يعمل بأجندة لبنانية، بينما يعتبر التيار نفسه تيار لبنان وقيامته وازدهاره، وهو لا يحتمل حروباً، ولا يمكن أن يعيش البلد بانتمائه الى محاور، وعلى الرغم من أن التيار يؤيد قوة لبنان وتمكنه من فرض ردع مع العدو، إلا أنه يرفض أن يكون صندوق بريد إقليمياً لأحد”.

واعتبرت المصادر أن الخلافات مع الرئيس بري و”أمل” هي “ذات طابع شخصي أكثر من أي شيء، ولكن هناك العديد من النقاط المشتركة، لا سيما الهوية اللبنانية. أما الخلافات في السياسة فهي أمر طبيعي، وكون التقارب مع الأطياف اللبنانية ضروري للتيار، فإن اختيار الاعتدال الشيعي قد يساهم في عودة الطابع الاعتدالي الى التيار الذي تأثر بالحالة الانعزالية بسبب المواقف السياسية والأحداث الأخيرة في البلد”.

ورأت المصادر أن رئيس “التيار” جبران باسيل لا يمكنه “تجاهل حالة كبيرة داخل تياره، وهو مضطر إلى مراعاتها، فلا يمكنه مثلاً أن يفصل أعضاء بسبب خطاب انعزالي، لا سيما أن هذا الخطاب له خلفيات وبسبب أحداث معينة، وعادة ما ترتفع شعبية الخطاب هذا عند الشعوب وقت الأزمات”.

وأشارت مصادر قريبة من عين التينة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن سياسة الرئيس نبيه بري هي “بتقرب مني شبر بقرب منك متر”، وبالتالي “ترحب عين التينة بخطوات التيار، بل ان أبوابها مفتوحة للجميع، حتى أعتى الخصوم كالقوات اللبنانية، وهذا نهج الرئيس بري وحركة أمل منذ الأزل”. ولكنها شددت على أن الحركة ورئيسها ضد الاتفاقات الثنائية، وأي تقارب مع “التيار” لن يكون شبيهاً بـ “اتفاق معراب أو مار مخايل، وسيكون مبنياً على الاحترام المتبادل، وعدم عزل أي من المكونات في البلد، بل سيدعو الى التقارب بين كل الأطياف والقوى السياسية”.

شارك المقال